ترويج ثقافة الاعتكاف في شهر رمضان

على الرغم من أنّ عامّة المسلمين لايسعهم عملياً اختيار المساجد المشار إليها للاعتكاف، إلّا أنّهم يستطيعون اختيار أفضل الأزمنة لهذه العبادة؛ ولذلك فلا غنیً عن إعداد برنامج تبليغي وتنفيذي جادّ وموسّع لنشر ثقافة الاعتكاف في الأيّام العشرة الأخيرة من شهر الضيافة الإلهية، لكي ينهل ضيوف الرحمن جلّ وعلا من أعظم نِعَم الاعتكاف في أكثر الشهور بركة، وفي أفضل لياليه، ألا وهي ليلة القدر: الليلة الثالثة والعشرون منه.

ترسيخ ثقافة الاعتكاف في شهر رجب

لابدّ من التنويه إلى أنّ الجهود المبذولة في ترویج ثقافة الاعتكاف في شهر رمضان ينبغي أن لاتؤدّي إلى تحجيمها في شهر رجب؛ لأنّ ما ورد من أحاديث في فضائل شهر رجب والصيام فيه^۱ تجعل من ترسيخ هذه الثقافة أمراً مستحسناً، بل لازماً وضرورياً.

«الاعتكاف في الکتاب والسنّة» في نظرة شاملة

قمنا بتدوین هذا الکتاب استجابة لاقتراح «رئاسة اللجنة الاعتكافية والمجلس العلمي لمهرجانات الاعتكاف العالمية»^۲، وبهدف ترويج وترسیخ ثقافة الاعتكاف، وانطوت على تعاليم أهل البيت علیهم السلام بشأن هذه العبادة، وملاحظات تستحقّ اهتمام المعتكفين، وتمّ تنظیمه في ستّة فصول باُسلوب حديث وجامع نسبياً.

وقد حویٰ‌ المدخل خلاصة موضوعات جميع فصول هذا الکتاب وفي محاور أساسية ندرجها بهذا النحو: المعنى اللغوي للاعتكاف، وتطبيقاته

إنّ تشخيص تلك العوامل هو أوّل خطوة على طريق إزاحتها عن هذه العبادة، وتتطلّب دراسات دقيقة وبحوثاً ميدانية ليقوى المخطّطون والمعتكفون على الاستفادة من نتائج تلك الدراسات والأبحاث. ومع هذا يمكن تقسيم الآفات المواجهة للاعتكاف إلى مجموعتين:

المجموعة الاُولى: آفات تهدّد هذه العبادة من قبل تخطيط الجهات المختصّة، تنشأ من عوامل لا تنسجم مع حالة الاعتكاف وأجوائه، وتحول دون الحكمة من هذه العبادة؛ وهي خلوة المعتكف بخالقه. ومنها: الاتّجهات السياسية، وضعف محتوى المحاضرات أو تكرارها، وعدم الاهتمام باحتياجات المعتكفين.

المجموعة الثانية: سلبيات يوجّهها المعتكف ذاته إلى بركات هذه العبادة، وتسمّى بمحرّمات أو مكروهات الاعتكاف^۱.

وبعبارة شاملة: يُعدّ من السلبيات المحدقة بالاعتكاف كلُّ ما يقف سدّاً دون انفراد المعتكف بخالقه واستئناسه به سبحانه، ويقوّض لذّة هذه العبادة وحلاوتها، ومنها: الإفراط والتفريط في العبادة.

أفضل مكان وزمان للاعتكاف

أفضل مكان للاعتكاف المساجد الجامعة التي أقام فيها رسول اللّٰه صلی الله علیه و اله أو أهل بيته علیهم السلام صلاة الجماعة: كالمسجد الحرام، ومسجد النبيّ صلی الله علیه و اله، ومسجد جامع الكوفة، ومسجد جامع البصرة^۲.

وأفضل زمان للاعتكاف شهر رمضان المبارك، وبخاصّة العشرة الثالثة منه التي واظب الرسول صلی الله علیه و اله على الاعتكاف فيها إلى نهاية عمره الشريف^۳.