271
مسند ابي بصير

وسبى ذراريهم واستباح أموالهم ، وخرّب ديارهم وأقبل بالأُسارى والأموال معه .
ونزل جبرئيل فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بما فتح اللّه بعليّ عليه السلام وجماعة المسلمين ، فصعد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهالمنبر فحمد اللّه وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح اللّه على المسلمين ، وأعلمهم أ نه لم يصب منهم إلاّ رجلين ، ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة ، فلمّا رآه عليّ عليه السلاممقبلاً نزل عن دابّته ، ونزل النبي صلى الله عليه و آله وسلمحتّى التزمه ، وقبّل ما بين عينيه ، فنزل جماعة المسلمين إلى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول اللّه وأقبل بالغنيمة والاُسارى وما رزقهم اللّه من أهل وادي اليابس .
ثم قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : ماغنم المسلمون مثلها قطّ إلاّ أن يكون من خيبر فإنّها مثل ذلك ، وأنزل اللّه ـ تبارك وتعالى ـ في ذلك اليوم هذه السورة : « وَ الْعَـدِيَـتِ ضَبْحًا » ۱ ، فقد أخبرتك أ نها غارت عليهم صبحا .
قلت : قوله : « فَأَثَرْنَ بِهِى نَقْعًا » ۲ .
قلت : قوله : « إِنَّ الاْءِنسَـنَ لِرَبِّهِى لَكَنُودٌ » ۳ ؟ قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جميعا وادي اليابس ، وكانا لحبّ الحياة لحريصين .
قلت : قوله : « أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ * وَ حُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَـلـءِذٍ لَّخَبِيرُم ». سورة العاديات ( ۱۰۰ ) ، الآيات ۱ ـ ۱۱ عدا الآية ۸ . ؟
قال : نزلت الآيتان فيهما خاصّة ، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به ، فأخبر اللّه خبرهما وفعالهما ، فهذه قصّة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات . ۴

1. يعني بالعاديات : الخيل تعدو بالرجال ، والضبح : صيحتها في أعنّتها ولجمها « فَالْمُورِيَـتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَ تِ صُبْحًا »

2. ؟ قال : يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا « فَوَسَطْنَ بِهِى جَمْعًا »

3. ؟ قال : لكفور . « وَ إِنَّهُو عَلَى ذَ لِكَ لَشَهِيدٌ »

4.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۲ ، ص۴۳۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۲۱ ، ص۶۷ ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة ذات السلاسل ، ح۲ ) .


مسند ابي بصير
270

هذا ، وما كان منه ، وأ نه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري ، عاصيا لقولي ، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه ، فقال له : يافلان ، عصيت اللّه في عرشه ، وعصيتني وخالفت قولي ، وعملت برأيك ، ألا قبّح اللّه رأيك ، وإنّ جبرئيل عليه السلامقد أمرني أن أبعث عليّ بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين ، وأخبرني أنّ اللّه يفتح عليه وعلى أصحابه ، فدعا عليّا عليه السلام وأوصاه بما أوصى به الأوّل والثاني وأصحابه الأربعة آلاف فارس ، وأخبرهُ أنّ اللّه سيفتح عليه وعلى أصحابه .
فخرج عليّ عليه السلام ومعه المهاجرون والأنصار ، فسار بهم سيرا غير سير فلان وفلان ، وذلك أ نّه أعنف بهم في السير حتّى خافوا أن ينقطعوا من التعب ، وتحفى دوابّهم ، فقال لهم : لا تخافوا فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد أمرني بأمر وأخبرني أنّ اللّه سيفتح عليَّ وعليكم ، فأبشروا فإنّكم على خير وإلى خير ، فطابت نفوسهم وقلوبهم ، وساروا على ذلك السير والتعب ، حتّى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونهم ويراهم أمر أصحابه أن ينزلوا ، وسمع أهل وادي اليابس بقدوم عليّ بن أبي طالب وأصحابه ، فخرجوا إليه منهم مئتا رجل شاكين بالسلاح ، فلمّا رآهم عليّ عليه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ ومن أين أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون ؟ قال : أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأخوه ورسوله إليكم ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه ولكم إن آمنتم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم من خير وشرّ ، فقالوا له : إيّاك أردنا ، وأنت طلبتنا ، قد سمعنا مقالتك وما عرضت علينا هذا ما لا يوافقنا ، فخذ حذرك ، فاستعدّ للحرب العوان ، واعلم إنّا قاتلوك وقاتلوا أصحابك ، والموعد فيما بيننا وبينك غدا ضحوة ، وقد أُعذرنا فيما بيننا وبينكم ، فقال لهم عليّ عليه السلام : ويلكم تهدّدوني بكثرتكم وجمعكم ، فأنا أستعين باللّه وملائكته والمسلمين عليكم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف علي عليه السلام إلى مركزه ، فلمّا جنّه اللّيل أمر أصحابه أن يحسنوا إلى دوابّهم ، ويقضموا ويسرجوا فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالناس بغلس ، ثمّ أغار عليهم بأصحابه ، فلم يعلموا حتّى وطأتهم الخيل فيما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تحقیق: بشیر المحمّدی المازندرانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2825
صفحه از 610
پرینت  ارسال به