وسبى ذراريهم واستباح أموالهم ، وخرّب ديارهم وأقبل بالأُسارى والأموال معه .
ونزل جبرئيل فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بما فتح اللّه بعليّ عليه السلام وجماعة المسلمين ، فصعد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهالمنبر فحمد اللّه وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح اللّه على المسلمين ، وأعلمهم أ نه لم يصب منهم إلاّ رجلين ، ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة ، فلمّا رآه عليّ عليه السلاممقبلاً نزل عن دابّته ، ونزل النبي صلى الله عليه و آله وسلمحتّى التزمه ، وقبّل ما بين عينيه ، فنزل جماعة المسلمين إلى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول اللّه وأقبل بالغنيمة والاُسارى وما رزقهم اللّه من أهل وادي اليابس .
ثم قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : ماغنم المسلمون مثلها قطّ إلاّ أن يكون من خيبر فإنّها مثل ذلك ، وأنزل اللّه ـ تبارك وتعالى ـ في ذلك اليوم هذه السورة : « وَ الْعَـدِيَـتِ ضَبْحًا » ۱ ، فقد أخبرتك أ نها غارت عليهم صبحا .
قلت : قوله : « فَأَثَرْنَ بِهِى نَقْعًا » ۲ .
قلت : قوله : « إِنَّ الاْءِنسَـنَ لِرَبِّهِى لَكَنُودٌ » ۳ ؟ قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جميعا وادي اليابس ، وكانا لحبّ الحياة لحريصين .
قلت : قوله : « أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ * وَ حُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَـلـءِذٍ لَّخَبِيرُم ». سورة العاديات ( ۱۰۰ ) ، الآيات ۱ ـ ۱۱ عدا الآية ۸ . ؟
قال : نزلت الآيتان فيهما خاصّة ، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به ، فأخبر اللّه خبرهما وفعالهما ، فهذه قصّة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات . ۴
1. يعني بالعاديات : الخيل تعدو بالرجال ، والضبح : صيحتها في أعنّتها ولجمها « فَالْمُورِيَـتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَ تِ صُبْحًا »
2. ؟ قال : يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا « فَوَسَطْنَ بِهِى جَمْعًا »
3. ؟ قال : لكفور .
« وَ إِنَّهُو عَلَى ذَ لِكَ لَشَهِيدٌ »
4.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۲ ، ص۴۳۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۲۱ ، ص۶۷ ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة ذات السلاسل ، ح۲ ) .