الفصل الرابع : أعلام الجرح والتعديل ومناهجهم

مقدمة في كلّيات علم الرجال

ألّف عُلَماء الشيعة منذ حياة الإمام الكاظم عليه السلام حتّى عصرنا الحاضر مصنفات جَمَّة في علم الرجال مابين مختصر ومطوّل ، والأهم منها ما ألّفه قدماء أصحابنا ؛ لأنّ آراءهم مستندة إلى النقل عن مشايخهم بخلاف المتأخّرين ، فإنّهم يكتبون في كتبهم آراء القُدَماء فقط ، وكتبهم عبارة عن جمع أقوال القُدَماء ، غاية الأمر سعيهم فيما تعارض من الأقوال في حال بعض الرواة اختيار القول الراجح وذكر وجه ترجيحه أو الجمع بينهما مهما أمكن ، فإنّ السلسلة قد انقطعت بعد الشَّيخ ، فلابُدّ للمتأخّرين من الاعتماد عليهم .
وبعد هذا ـ مع الأسف ـ لم يصل إلينا من كتب القُدَماء إلاّ ستة منها ، وهي :
۱ . رجال البرقي المعبّر عنه في الفهرست للشَّيخ بـ «طبقات الرجال» .
۲ . رجال الكشّي المعبّر عنه بـ «اختيار الرجال» ؛ لأنّ الّذي وصل منه إلى المتأخّرين اختيار الشَّيخ من أصل الكتاب .
۳ . الرجال لشَّيخ الطائفة .
۴ . الفهرست له أيضاً .
۵ . الرجال للنجاشي ويعرف الكتاب بـ «رجال النجاشي» .
۶ . الرجال لابن الغضائري .

هذا بالنسبة إلى الصَدوق وقد استظهر الشارح أنّ الشَّيخ أيضاً استفاد في التهذيبين من الفقيه ، صرّح بذلك في مواضع منها قوله في كتاب الحجّ (باب ما يجزي عن المعتق عشية عرفة من حجّة الإسلام) ـ بعد قول الصَدوق : «روي عن معاوية بن عمّار» ـ : «في الصحيح كالشَّيخ على الظاهر وإن كان الأظهر أنّه أخذ الشَّيخ من هذا الكتاب ^۱ ، كما هو المجرب من أنّه كلما يذكر من آخر السند فهو منه غالباً» . ^۲