«الظاهر أنّ الجماعة الّذين ليسوا بمشهورين عندنا كانوا مشهورين عنده وعند سائر القُدَماء» . ۱
سبب ترك الصَدوق الأخبار الصحيحة في بعض الأبواب ونقل الخبر الضعيف ۲
روى الصَدوق في كتاب التجارة (باب المضاربة) رواية عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام في رجل .. . ، فكان مضمون الخبر عدم صحَّة المضاربة بما في الذمّة ويقول الشارح في ذيلها : «عليه عمل الأصحاب وانجبر ضعف الخبر بعملهم ؛ لأنّه يمكن أن يكون لهم أخبار متواترة ولم ينقلوا إلاّ هذا الخبر اعتماداً على وجودها في الكتب وبعده ضاع الكتب . والوجه في تخصيص هذه الأخبار بالذكر من بينها أنّ مثل هذا الخبر يتصل بأمير المؤمنين عليه السلام ورسول اللّه صلى الله عليه و آله فينقلونه تبركاً باسمهما ولرغبة العامّة إلى كتبهم ، وهذا الوجه مشاهد من الصَدوق في كثير من الأبواب من هذا الكتاب وفي غيره من كتبه كما لا يخفى على المتتبع» . ۳
أقوال الصَدوق في أوائل «الفقيه» هي متون الأخبار لا اجتهاداته
لا يخفى أنّ الصَدوق رحمه الله قد ذكر في أوائل الفقيه جملة من الأحكام يبدو من ظاهرها أنّها اجتهاداته ، ولكنها ليست كذلك وإن توهمه بعض المتأخّرين ، والشارح بسبب ما كان منهجه من ذكر جميع الأخبار الّتي وردت في مضمون كلّ خبر نقله الصَدوق وتأييده بها ، فقد ذكر لهذه الأحكام أيضاً الروايات الّتي وردت في مضمونها ونقلها الكليني أو الشَّيخ ، وقال بعد مدة من سلوكه على هذا المنوال ما لفظه : «إنّ