83
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

«الظاهر أنّ الجماعة الّذين ليسوا بمشهورين عندنا كانوا مشهورين عنده وعند سائر القُدَماء» . ۱

سبب ترك الصَدوق الأخبار الصحيحة في بعض الأبواب ونقل الخبر الضعيف ۲

روى الصَدوق في كتاب التجارة (باب المضاربة) رواية عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام في رجل .. . ، فكان مضمون الخبر عدم صحَّة المضاربة بما في الذمّة ويقول الشارح في ذيلها : «عليه عمل الأصحاب وانجبر ضعف الخبر بعملهم ؛ لأنّه يمكن أن يكون لهم أخبار متواترة ولم ينقلوا إلاّ هذا الخبر اعتماداً على وجودها في الكتب وبعده ضاع الكتب . والوجه في تخصيص هذه الأخبار بالذكر من بينها أنّ مثل هذا الخبر يتصل بأمير المؤمنين عليه السلام ورسول اللّه صلى الله عليه و آله فينقلونه تبركاً باسمهما ولرغبة العامّة إلى كتبهم ، وهذا الوجه مشاهد من الصَدوق في كثير من الأبواب من هذا الكتاب وفي غيره من كتبه كما لا يخفى على المتتبع» . ۳

أقوال الصَدوق في أوائل «الفقيه» هي متون الأخبار لا اجتهاداته

لا يخفى أنّ الصَدوق رحمه الله قد ذكر في أوائل الفقيه جملة من الأحكام يبدو من ظاهرها أنّها اجتهاداته ، ولكنها ليست كذلك وإن توهمه بعض المتأخّرين ، والشارح بسبب ما كان منهجه من ذكر جميع الأخبار الّتي وردت في مضمون كلّ خبر نقله الصَدوق وتأييده بها ، فقد ذكر لهذه الأحكام أيضاً الروايات الّتي وردت في مضمونها ونقلها الكليني أو الشَّيخ ، وقال بعد مدة من سلوكه على هذا المنوال ما لفظه : «إنّ

1.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۰ ـ ۳۵۱ .

2.أي الضعيف في اصطلاح المتأخّرين لا القُدَماء .

3.روضة المتّقين ، ج ۷ ، ص ۱۳۲ .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
82

الكوفي وهو معروف ، عن الحسين بن عمرو ، عن أبيه ، عن عمرو بن إبراهيم الهمداني ـ وهم مجهولون ـ يرفع الحديث ، قال : قال أبو عبداللّه ذلك» . ۱
ثمّ عقّبه الشارح بقوله : «ويظهر منه أنّ كلّ من ذكره الصَدوق عنه كان عنده معروفاً ، بل ثقة للاستثناء هنا ، والظاهر أنّ ملاحظة الرجال هنا باعتبار الأصحية ، وإلاّ فلا يجوز عنده العمل بالحديث غير الصحيح ، وصحّته باعتبار أنّ أهل الاُصول مثل الحسن ۲ ومحمّد بن أحمد ۳ وغيرهما ذكروه في اُصولهم واعتبروه» . ۴
ويقول الصَدوق أيضاً في كتاب الحجّ (باب زيارة قبر أبي عبداللّه الحسين عليه السلام ) ـ بعد نقل زيارة من رواية يوسف الكناسي عن أبي عبداللّه عليه السلام ـ : «وقد أخرجت في كتاب الزيارات ، وفي كتاب مقتل الحسين عليه السلام أنواعاً من الزيارات ، واخترت هذه لهذا الكتاب ؛ لأنّها أصح الزيارات عندي من طريق الرواية وفيها بلاغ وكفاية» . ۵
ثمّ قال الشارح بعد قوله : «أنواعاً من الزيارات» : «كلّها صحيحة عنده ، لأنّ عادته ألاّ يذكر غير الصحيح عنده في كتاب من كتبه» ، ثمّ قال بعد قوله : «من طريق الرواية» : «وظاهره أنّه يوثّقهم ويعرف عدالتهم أو كانت الصحَّة بإحدى المعاني الّتي ذكرتها في أول الكتاب . والكليني أيضاً حكم بصحّتها وإن كان في طريقها من جرحه أصحاب الرجال كالحسن بن راشد ؛ لكن لا يقصر تصحيح هذين الجليلين عن تصحيح غيرهما من أصحاب الرجال ، واللّه تعالى يعلم حقيقة الحال» . ۶
وقال الشارح في شرح المشيخة عند كلامه حول مصادر الصَدوق ما لفظه :

1.روضة المتّقين ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ـ ۱۳۴ .

2.أي الحسن بن علي الكوفي .

3.أي محمّد بن أحمد بن يحيى ؛ لأنّ الشَّيخ روى الحديث عنه .

4.روضة المتّقين ، ج ۲ ، ص ۱۳۴ .

5.المصدر السابق ، ج ۵ ، ص ۴۳۵ ـ ۴۳۶ .

6.المصدر السابق ، ج ۵ ، ص ۴۳۶ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5562
صفحه از 296
پرینت  ارسال به