وكاستثنائهم من كتاب محمّد بن أحمد بن يَحيى الأشعري ۱ ، وكما ذكرنا من الصَدوق أنّه ذكر خبراً فيه محمّد بن عبداللّه المسمعي ، ثمّ ذكر أنّ شيخنا محمّد بن الحسن ۲
كان سيئ الرأي فيه ، ولكن لما قرأت هذا الخبر من كتاب الرحمة لسعد بن عبداللّه عليه لم يقل شيئاً وصححه فلهذا ذكرته هنا ۳ ، وكثيراً ما يقول : «إنّ كلما لم يصححه شيخنا لم نصححه ولا ننقله» ۴ ، وغير ذلك ممّا ذكرته في هذا الكتاب من اهتمامهم بتصحيح الأخبار ، لحصل ۵ له العلم أو الظن المتاخم للعلم أنّه لا يحتاج إلى التصحيح مرّة اُخرى» . ۶
ومنها : قوله في الفائدة الحادية عشر من الفوائد الّتي ذكرها في مقدّمة لوامع صاحبقراني ، فقال مثل ما تقدّم . ۷
وقد تقدّم في الفصل السابق بعض ما يوضح دليله على ذلك ويأتي أيضاً بعضه الآخر في العناوين التالية .
كيفية علم الصَدوقَين بصحَّة أخبار كتبهما
يقول الشارح في أوائل شرح المشيخة ـ بعد ما استفاده بأنّ الكليني أيضاً كالصَدوق حكم بصحَّة أحاديث كتابه ، وأنّ مرادهما وكذا مراد سائر القُدَماء من الصحَّة القطع
1.يعدّ من أجلاّء الأصحاب وقد ألّف كتاباً سمّاه نوادر الحكمة ، وكان محمّد بن الحسن بن الوليد ـ وهو اُستاذ الصدوق ـ يستثني من رواية محمّد بن أحمد ما رواه عن عدّة ، فقال بعض علمائنا : بأنّ هذا شهادة على عدالة كلّ من روى عنه محمّد بن أحمد إذا لم يكن ممّن استثناه ابن الوليد .
2.أي محمّد بن الحسن بن الوليد .
3.اُنظر : روضة المتّقين ، ج ۶ ، ص ۳۹ ـ ۴۰ .
4.كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۹۰ ـ ۹۱ .
5.جواب لقوله : «لو تدبّر متدبّر» .
6.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۵۰۳ ـ ۵۰۴ .
7.اُنظر : لوامع صاحبقراني ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ و۱۰۵.