79
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

بالورود عن المعصوم ـ : «فإن قلت : كيف يمكن علمهما بصحَّة الأخبار الّتي وردت عن جماعة من الضُعَفاء أو كانت مراسيل ، ويمكن أن يكونوا ضعفاء ، وقد قال اللّه تعالى : «إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ » ۱ وغير ذلك من الأخبار الّتي وردت في الاجتناب عن جماعة روى الصَدوقان عنهما؟
قلنا : لاشكّ أنّ الأخبار المروية من الأئمّة الأطهار عليهم السلام كانت كثيرة ويمكن أن يكون جميع ما ذكراه متواترةً أو محفوفةً بالقرائن المُفيدة للعلم .
وروى النجاشي بطريقين قويين كالصحيح عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوشاء ، فسألته أن يخرج لي كتاب العلاء بن رزين القلا وأبان بن عثمان الأحمر ، فأخرجهما إليّ ، فقلت له : أحبّ أن تجيزهما لي .
فقال : رحمك اللّه وما عجلتك؟ اذهب فاكتبهما واسمع من بعد ، فقال : لا آمن الحدثان ، فقال : لو علمت أنّ هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه ، فإنّي أدركت في هذا المسجد تسعمئة شيخ كلّ يقول : أخبرني جعفر بن محمّد . ۲
وذكر العلاّمة في ترجمة ابن عقدة : أنّ له كتباً ذكرناها في كتابنا الكبير منها كتاب أسماء الرجال الّذين رووا عن الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل وأخرج (فيه) لكلّ رجل الحديث الّذي رواه . ۳
وذكر الأصحاب أخباراً عن ابن عقدة في كتاب الرجال والمسموع من المشايخ أنّه كان كتاباً كبيراً بترتيب كتب الحديث والفقه ، وذكر أحوال كلّ واحد واحد منهم وروى عن كتابه خبراً أو خبرين أو أكثر ، وكان ضعف الكافي .

1.الحجرات : ۶ .

2.رجال النجاشي ، ص ۳۹ ـ ۴۰ ، الرقم ۸۰.

3.خلاصة الأقوال ، ص ۳۲۲ ، الرقم ۱۲۶۳.


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
78

وكاستثنائهم من كتاب محمّد بن أحمد بن يَحيى الأشعري ۱ ، وكما ذكرنا من الصَدوق أنّه ذكر خبراً فيه محمّد بن عبداللّه المسمعي ، ثمّ ذكر أنّ شيخنا محمّد بن الحسن ۲
كان سيئ الرأي فيه ، ولكن لما قرأت هذا الخبر من كتاب الرحمة لسعد بن عبداللّه عليه لم يقل شيئاً وصححه فلهذا ذكرته هنا ۳ ، وكثيراً ما يقول : «إنّ كلما لم يصححه شيخنا لم نصححه ولا ننقله» ۴ ، وغير ذلك ممّا ذكرته في هذا الكتاب من اهتمامهم بتصحيح الأخبار ، لحصل ۵ له العلم أو الظن المتاخم للعلم أنّه لا يحتاج إلى التصحيح مرّة اُخرى» . ۶
ومنها : قوله في الفائدة الحادية عشر من الفوائد الّتي ذكرها في مقدّمة لوامع صاحبقراني ، فقال مثل ما تقدّم . ۷
وقد تقدّم في الفصل السابق بعض ما يوضح دليله على ذلك ويأتي أيضاً بعضه الآخر في العناوين التالية .

كيفية علم الصَدوقَين بصحَّة أخبار كتبهما

يقول الشارح في أوائل شرح المشيخة ـ بعد ما استفاده بأنّ الكليني أيضاً كالصَدوق حكم بصحَّة أحاديث كتابه ، وأنّ مرادهما وكذا مراد سائر القُدَماء من الصحَّة القطع

1.يعدّ من أجلاّء الأصحاب وقد ألّف كتاباً سمّاه نوادر الحكمة ، وكان محمّد بن الحسن بن الوليد ـ وهو اُستاذ الصدوق ـ يستثني من رواية محمّد بن أحمد ما رواه عن عدّة ، فقال بعض علمائنا : بأنّ هذا شهادة على عدالة كلّ من روى عنه محمّد بن أحمد إذا لم يكن ممّن استثناه ابن الوليد .

2.أي محمّد بن الحسن بن الوليد .

3.اُنظر : روضة المتّقين ، ج ۶ ، ص ۳۹ ـ ۴۰ .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۹۰ ـ ۹۱ .

5.جواب لقوله : «لو تدبّر متدبّر» .

6.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۵۰۳ ـ ۵۰۴ .

7.اُنظر : لوامع صاحبقراني ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ و۱۰۵.

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5367
صفحه از 296
پرینت  ارسال به