الفصل الثالث : مشايخ الحديث وكتبهم
قد عَرَفتَ في الفصل الأوّل أنّ أصحابنا الإمامية كتبوا منذ حياة أمير المؤمنين عليه السلام حتّى عصرنا الحاضر المؤلّفات الكبيرة والصغيرة في الحديث ، وعلمت أنّ الاُصول الّتي ألّفها أصحاب الأئمّة عليهم السلام ضاعت ولم تصل إلى المتأخّرين ، وإنّما وصلت إلينا الكتب الأربعة وهي الّتي جمعت ورتبت فيها كثير من روايات الاُصول والكتب المعتبرة .
فبعد هذا يجب علينا معرفة مدى اعتبار الكتب الأربعة ومراتب مؤلّفيها في الضبط والإتقان ، ونشرع الآن في بيان رأي الشارح حول ذلك .
صحَّة روايات الكتب الأربعة
يعتقد الشارح أنّ الكليني فعل كما فعل الصَدوق رحمهماالله في الحكم بصحَّة أحاديث كتابه واستفاد ذلك من ديباجة الكافي ، وأمّا الشَّيخ بما أنّه ذكر في آخر كتابيه التهذيب والاستبصار أنّه روى الأخبار عن الكتب المعتمدة والاُصول المعتبرة ، فقد استفاد الشارح في أنّ روايات التهذيبين أيضاً لا تقصر عن الصحَّة .
ثمّ إنّه يعتقد أنّ حكم الصَدوقين بصحَّة كتابيهما وقول الشَّيخ بأخذه الروايات