حديث ، واختاروا من جملتها وجملة ما نقله أصحاب بقية أئمتنا ـ صلوات اللّه عليهم ـ أربعمئة كتاب وسمّوها الاُصول .
وكانت هذه الاُصول عند أصحابنا ويعملون عليها مع تقرير الأئمّة الّذين في أزمنتهم ـ سلام اللّه عليهم ـ إياهم على العمل بها» . ۱
ويقول في مقدّمة لوامع صاحبقراني : «هذا المعنى ظاهر وهو أنّ مدار القُدَماء كان على الكتب الّتي رواها ثقات أصحاب الأئمّة المعصومين عليهم السلام عنهم . ولكن بما أنّهم كانوا يدوّنون في كتبهم ما كانوا يسمعونه في كلّ يوم ، وهذه الكتب كانت مدوّنة عند العُلَماء ، ولكِنّ أخبارها كانت شائعة ، رتّب جماعة آخرون من الفضلاء من أصحاب الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ هذه الكتب، مثل: محمّد بن أبي عُمير ، وصفوان بن يَحيى ، وحمّاد بن عيسى ، والبزنطي ، وصنّفوا كتباً على ترتيب الكتب الفقهية ونقلوا فيها أخبار رواة، مثل زرارة ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد ، والفضيل ، وليث ، وأمثالهم ، ونقلوها في كتبهم . وكان معاصروهم يلاحظون الاُصول مع الفروع ، ونظروا الكتاب الّذي لا خطأ فيه أصلاً ورواته في غاية العدالة والفضيلة ، بل سمعوا المديح لهم ولكتبهم من الأئمّة ، فاختاروا من بين الآلاف منها أربعمئة كتاب وجعلوها ذات اعتبار وحصل الإجماع على العمل بهذه الكتب» . ۲
ويقول في ابتداء شرح المشيخة عند الجواب من أنّه كيف يمكن إثبات علم الصَدوقين بصحَّة الأخبار الّتي نقلاها عن جماعة من الضُعَفاء؟ ـ بعد الإشارة إلى كثرة رواة الحديث في عصر الأئمّة عليهم السلام وكثرة تأليفاتهم ـ ما لفظه : « .. . مع أنّ الجماعة الّذين ضعّفهم المتأخّرون يمكن أن يكون كلّهم ثقات عندهم ، على أنّ الأصحاب اختاروا