61
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

حديث ، واختاروا من جملتها وجملة ما نقله أصحاب بقية أئمتنا ـ صلوات اللّه عليهم ـ أربعمئة كتاب وسمّوها الاُصول .
وكانت هذه الاُصول عند أصحابنا ويعملون عليها مع تقرير الأئمّة الّذين في أزمنتهم ـ سلام اللّه عليهم ـ إياهم على العمل بها» . ۱
ويقول في مقدّمة لوامع صاحبقراني : «هذا المعنى ظاهر وهو أنّ مدار القُدَماء كان على الكتب الّتي رواها ثقات أصحاب الأئمّة المعصومين عليهم السلام عنهم . ولكن بما أنّهم كانوا يدوّنون في كتبهم ما كانوا يسمعونه في كلّ يوم ، وهذه الكتب كانت مدوّنة عند العُلَماء ، ولكِنّ أخبارها كانت شائعة ، رتّب جماعة آخرون من الفضلاء من أصحاب الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ هذه الكتب، مثل: محمّد بن أبي عُمير ، وصفوان بن يَحيى ، وحمّاد بن عيسى ، والبزنطي ، وصنّفوا كتباً على ترتيب الكتب الفقهية ونقلوا فيها أخبار رواة، مثل زرارة ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد ، والفضيل ، وليث ، وأمثالهم ، ونقلوها في كتبهم . وكان معاصروهم يلاحظون الاُصول مع الفروع ، ونظروا الكتاب الّذي لا خطأ فيه أصلاً ورواته في غاية العدالة والفضيلة ، بل سمعوا المديح لهم ولكتبهم من الأئمّة ، فاختاروا من بين الآلاف منها أربعمئة كتاب وجعلوها ذات اعتبار وحصل الإجماع على العمل بهذه الكتب» . ۲
ويقول في ابتداء شرح المشيخة عند الجواب من أنّه كيف يمكن إثبات علم الصَدوقين بصحَّة الأخبار الّتي نقلاها عن جماعة من الضُعَفاء؟ ـ بعد الإشارة إلى كثرة رواة الحديث في عصر الأئمّة عليهم السلام وكثرة تأليفاتهم ـ ما لفظه : « .. . مع أنّ الجماعة الّذين ضعّفهم المتأخّرون يمكن أن يكون كلّهم ثقات عندهم ، على أنّ الأصحاب اختاروا

1.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۸۶ ـ ۸۷ .

2.لوامع صاحبقراني ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ . راجع النص الأصلي باللغة الفارسية في نهاية الكتاب ، الملحق رقم ۱ . وانظر أيضاً : المصدر نفسه ص۱۸۶ و ۱۸۷ .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
60

علي عليه السلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري ـ صلوات اللّه عليه ـ أربعمئة كتاب تسمّى الاُصول» . ۱
فكما ترى حدد الشَّيخ المُفيد زمان تأليف الاُصول من عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى عهد الإمام العسكري عليه السلام ، ولكن صرّح كثير من العُلَماء بأنَّ الاُصول جُمعت في عهد مولانا الصادق عليه السلام ، ومنهم أمين الإسلام الطَّبْرِسي، حيث يقول : «روى عن الإمام الصادق عليه السلام من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف ، وصنّف من جواباته في المسائل أربعمئة كتاب تسمّى الاُصول رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى الكاظم عليه السلام » . ۲
ومنهم أيضاً المحقّق الحلّي في المعتبر ۳ والشهيد الأوّل في الذكرى ۴ اللذان قالا بمثل ما تقدّم عن أمين الإسلام الطبرسي .
ثمّ لا يخفى أنّ مصنّفات أصحاب الأئمّة عليهم السلام كانت أزيد من الأربعمئة فلابُدّ من وجه لتسمية بعضها اُصولاً دون البعض الآخر .
وقد اختلفت آراء علمائنا في الفرق بين الأصل والكتاب ، فقالوا في ذلك فروقاً مختلفة ۵ لا يمكن التوفيق بينها ولا يهمنا نقل تلك الاختلافات . ونكتفي بذكر ما قاله الشارح حول زمان تأليف الاُصول ومعنى الأصل .
يقول الشارح في أوائل الروضة (كتاب الطهارة) : «إنّ أصحاب الإمام أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام المصنّفين للكتب كانوا أربعة آلاف رجل ، وصنّف أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة كتاباً في أحوالهم ونقل من كلّ واحد حديثاً من كتابه ، وكان يقول أحفظ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها واُذاكر بثلاثمئة ألف

1.معالم العُلَماء ، ص ۳ .

2.إعلام الورى ، ج ۱ ، ص ۵۳۵ .

3.المعتبر ، ج ۱ ، ص ۲۶ .

4.الذكرى ، ص ۶ .

5.فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۳۲ ـ ۳۴ ؛ توضيح المقال ، ص ۲۲۹ ـ ۲۳۳ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5549
صفحه از 296
پرینت  ارسال به