«ولكن بعض من لا معرفة بهم ينكر أمثال هذه الأخبار ؛ لأنّه ليس له المناسبة المعنويّة والمعرفة الكاملة بهم» ۱ .
ولهذه الملاحظة وجه آخر أيضاً وهو لو أنّ أحداً كانت لديه الأهلية لهذا الفهم واستطاع التوصل إلى إفهام وإن كانت محتملة الصدق ، لا يمكنه أن يعتبر فهم الآخرين حجّة عليه . وهذا يعد في حالات عديدة مانعاً عاماً ومهمّاً خاصّة إذا كان الفهم المذكور متعلّقاً بمحدّث جليل بمثل هذه المنزلة .
ومع أنّ المجلسي رحمه الله لا يبدي أيّ تعصّب وقاطعيّة إزاء ما توصل إليه من فهم حدسي ، ويقول في بعض الحالات بعد الانتهاء من فوائده وشروحه الصحيحة ، واللّه يعلم . ۲
ولكنّه لم يتأثّر بفهم الشَّيخ الصَّدوق رحمه الله مع ما له من عظمة ، وحيثما وجد كلام الصَّدوق رحمه اللهغير مقنع ، عزم على البحث والعثور على الفهم الصحيح للحديث ، ويقدّم فهمه من خلال عمل فقهي واستخدام القواعد الفقهية وشروح الفقهاء . ۳
1.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ .
2.راجع شرحه على حديث : لا يسأل في قبره إلاّ من محّض الإيمان محضا ، أو محّض الكفر محضا ، والباقون ملهوّ عنهم إلى يوم القيامة . ولعلّ تردّد المجلسي رحمه الله هنا ناجم عن وجود أخبار معارضة.
3.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ ، استند المجلسي رحمه الله إلى قاعدة «قطع الصلاة محرّم » ، وقال بعدم صحّة فهم الصَّدوق في التخيير بين قطع الصلاة واستئنافها ثانية ، وإتمام الصلاة ثُمَّ إعادتها . تجدر الإشارة إلى أنّ القضية تتعلّق بالإتيان بجنازة اُخرى أثناء الصلاة على الجنازة الاُولى .