بروايته حول وقوع النجاسة في البئر ، وبما أنّ المسألة فقهية ودقيقة ، فنحن نورد فيما يلي عبارة المجلسي فقط ، ونحيل الراغبين في الاطلاع على المزيد من المعلومات إلى مراجعة الكتب الفقهية . نص شرح المجلسي هو كالآتي :
«والتأويلات المذكورة في الخبرين في غاية الضعف مثل تأويل الصَّدوق ، هذا إذا كانت في زبيل ولم ينزل منه شيء في البئر ، لأنّ ظاهر الزبيل إذاكان مخلوطا بالعذرة ، كما هو الغالب فلا فائدة في التأويل ، وإن لم يكن مخلوطا فلا فائدة في السؤال ، بل هو قبيح سيّما من علي بن جعفر الّذي هو أحد الأركان في الدين ولم يوجد مثله من الهاشميين ولا في أولاد الأئمّة المعصومين ولا من أصحابهم على ما هو الظاهر عندنا ، واللّه تعالى هو العالم بحقائق الأحوال» . ۱
ج ـ فهم الراوي الأوّل
من القرائن الكاشفة عن معنى ومقصود الإمام القائل للحديث ، ما فهمه المخاطب الأوّل الّذي وُجّه الحديث إليه ، أي الراوي الأوّل لكلام وفعل الإمام . فالراوي من العارفين باللغة (العربية) ، ويفترض أن تكون لديه الأهلية لسؤال الإمام ورواية ما رآه أو سمعه ، وهو يرى ويدرك حتّى لقرائن المقامية بسبب وجوده في جو الحوار .
ولذلك فهو يفهم مقصود الإمام بكلّ سهولة ، ولهذا الفهم حجيّة بالنسبة له ، وله أهميّة بالنسبة لنا ، ولهذا السبب فقد نقل الرواة والمحدّثون في حالات كثيرة في ذيل الحديث فهم الراوي الأوّل أو تفسيره أو حتّى فعله . فعندما نقل الكليني في الروضة من الكافي حديث مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام حين قال : إنّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال ، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى . ذكر ما يلي : «قال مسعدة : يعنى بالأدب ، العلم» . ۲