بذهاب شحم الكليتين ، يؤيّد المعنى الأوّل» . ۱
والّذي يسترعي الانتباه في هذا المثال هو أنّ التخصيص الحاصل من التعليل وإن توجه إليه الفقهاء والمحدّثون ، ولكن لم يكن فيه رواج وشيوع التعميم .
ب ـ سؤال الراوي
صدرت الكثير من الأحاديث جواباً لأسئلة رواة من ذوي المعرفة بالفقة والدين ، أو لأشخاص عاديين كانوا يواجهون مشكلة في هذا المجال ، وقد كان أئمتنا مرجع الأسئلة العلمية في عصرهم . وكانوا يجيبون عن الأسئلة الفقهية والتفسيرية والأخلاقية ، وقد أجابوا عن الأسئلة الصريحة والتلميحيّة للرواة بالقول والعمل والمكتوب والرسالة ، وردّوا على ما اُثير من شبهات . ۲ فهناك كتب مثل كتاب : مسائل علي بن جعفر ومسائل الرجال والمكاتبات للحميري ، والتوقيعات القيمة الّتي صدرت عن الإمام المهدي ـ عج ـ وآبائه الطاهرين تمثّل شواهد على أنّ هذه الأحاديث لم تصدر في فراغ ، بل صدرت فيما عاصرها من أجواء علمية ، ولم تصدر على شكل كتاب لا يأخذ بنظر الاعتبار الظروف السياسية والاجتماعية الملتهبة في عصره .
وعلى هذا الأساس فإنّ العثور على السؤال الخفي والذهني ، أو الصريح والعلني للراوي أو السائل (الّذي يعتبر المخاطب الأوّل للحديث) يقودنا إلى صُلب الجواب ونواته الداخلية ، سواء جاء هذا السؤال والجواب في مجلس وعُرضا شفوياً ، إن جاء بشكل مكتوب ، ووصل جوابه بعد أيام واسابيع ، أو أنّ السؤال كان شائعاً ومشهوراً ، وجاء جواب الإمام عنه من غير أن يسأله أحد .
كان الاهتمام بسؤال الراوي وما له من تأثير في فهم جواب الإمام في مجال