الكامن وراء الألفاظ والعثور على المراد الحقيقي للمتكلم من خلال النظر إلى علاقة التشبيه أو الجزء والكل والتضمين ، وغير ذلك من العلائق .
وبعبارة اُخرى : لا يوجد في الكناية ما يمنع من قبول المعنى الحقيقي والمفهوم الأصلي للمتن ، ولكثرة الاستعمال لا مانع من إرادة معنى آخر من الألفاظ الّذي هو في الغالب يكون اللازم الحقيقي والخارجي للمعنى الأوّل . نذكر على سبيل المثال حديثاً للإمام علي عليه السلام نقله الكليني كما يلي : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تبدينَّ عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة ولا تأمن البيات وقد عملت السيئات . ۱ الواضحة هنا بمعنى الأسنان الّتي تظهر أثناء الضحك . ومراده أنّك إذا ارتكبت أعمالاً فاضحة لا ينبغي أن تكون جذلاً ومسروراً وضاحكاً ، بحيث تظهر أسنانك الواضحة . وهنا يمكن أن يكون المعنى الحقيقي أي إظهار الواضحة ، والمعنى المكنّى عنه إلى جانب بعضهما ، وكلاهما مقصودان . وإن كان المقصود الأصلي ـ وهو المعنى المكنّى عنه ـ أي عدم السرور بعد هذه الآثام والأعمال الفاضحة . فالمجلسي رحمه الله يشرح مثل هذه الأحاديث ويتكفّل بشرح معناها الحقيقي والأصلي . ۲
المرحلة الثانية : فهم المقصود
الكثير من الأفراد الّذين لديهم معرفة بالمتون الحديثية ، أو يكون عملهم البحث في المتون وخاصة المتون المقدّسة ، يعلمون جيّداً بأنّ ما نفهمه للوهلة الاُولى من ظاهر الكلام ليس بالضرورة أن يكون هو المعنى الّذي يقصده القائل ، ولا يمكن الادعاء على الدوام بتطابق مفهوم الكلام مع مراد المتكلم. ويُعتبر المزاح، والسخرية، والتعايب أمثلة واضحة لهذا الأصل . فالممازح ليس قصده الحقيقي إلقاء معنى