من القابليات والحكمة اقتضت ألاّ يكونوا سواء» . ۱
المثال الثالث : له علاقة بعقبات وموانع البرزخ والقيامة . فقد قال المجلسي في ختام شرحه لقسم من وصيّة الإمام علي عليه السلام لولده محمّد بن الحنفيّة : واعلم أنّ أمامك مهالك ومهاوي وجسورا ، وعقبة كؤودا لا محالة . فقد فسّر في بداية الأمر كلماته واحدة بعد واحدة بمعنى : «عذاب القبر وسؤال المنكر» ، «أهوال يوم القيامة» ، «الصراط» ، و«عقبة شاقّة الّتي في الصراط من الصعود إلى الهبوط» ثُمَّ قال : «ويمكن أن يكون الجميع استعارة عن أهوال ما بعد الموت» . ۲
ومن الطبيعي أنّنا لو أجرينا دراسة أكثر استفاضة لكتاب روضة المتّقين لتكشفت لنا اُمور أكثر . ويحسن أن يقوم باحث قدير بتقصّي هذه المسألة بشكل مستقل وموسّع . ۳
۴ . تفسير الكنايات
الكناية نوع من الصور الأدبية ويمكن شرحها ضمن موضوع المجاز ، ولكن الاختلاف بإمكان إرادة الحقيقة من الكناية دفعنا إلى شرحها في بحث مستقل . فنحن نرى أنّ فهم هذه الكنايات أو تمهيد مسار فهمها يعد من الأعمال المهمّة في فقه الحديث ، وهو ما يتناوله الكثير من مفسّري القرآن والحديث تحت عنوان البحث الأدبي والبلاغي .
الجانب المهم الّذي يميّز الكناية عن الاستعارة وأنواع المجاز الاُخرى هو أنّ المعنى الحقيقي للألفاظ لا يزال في حالة الكناية ، ويمكن أن يكون موجوداً ومقصوداً من قبل المتكلّم إلى جانب المعنى والمقصود الأصلي . بينما في الاستعارة تتضمن الجملة أو العبارة معنى غير مقبول فنضطر إلى استبعاد المعنى الظاهر وتتبع المعنى