«الشمخية» من معلوماته في حقل الرجال والتاريخ ، وعلى هذا الأساس وصف هذه الكلمة بالغريبة والقليلة الاستعمال معتبراً قلّة استخدامها سبباً أدّى إلى تصحيفها إلى كلمة «السجيّة» ، فيقول : «المسألة الشمخيّة إمّا بمعنى المسألة الّتي ارتفع القول فيها ، أو بمعنى أنّها مسألة عبداللّه بن مسعود ، فإنّه ابن غافل بن جبيب بن شمخ» . ۱
۲ . المعاني الاصطلاحية
المشكلة الاُخرى الّتي تقف عائقاً أمام فهم المتن هي الاصطلاحات والصياغات الاصطلاحية . فهذه الصياغات عويصة وتخلق مصاعب في جميع اللغات ، خاصّة بالنسبة لمن لا يملكون معلومات عن ثقافة اللغة وماضيها التاريخي ، فهؤلاء تعظم عليهم المصاعب أكثر . ويُعزى سر هذه الصعوبة إلى جانبين :
الأوّل : هو أنّ هذه الاصطلاحات لم توضع مرّة واحدة ، بل لها وضع تعيّني وليس تعييني ـ مثلما يُقال في علم اُصول الفقه ـ أي أنّ معرفة الجيل الواحد بمعناها قد تستغرق سنوات طويلة ، ولهذا فهي لا تدخل في القواميس اللغوية ، وتأتي المعرفة بها عن طريق النقل الشفوي ومن صدر إلى صدر فقط .
الثاني : العلاقة بين معنى الصياغة الاصطلاحية وألفاظها ليست علاقة واضحة وشفّافة . ولغرض توضيح هذه الصعوبة نورد فيما يلي بعض الأمثلة . تأمّلوا في صياغة كلمة «اليد» مع كلمتي «مبسوط» و«طويل» حيث إنّ كلمة اليد لا تعني في أي من هاتين الصياغتين عضواً من أعضاء الجسم ، فعبارة «مبسوط اليد» و«طويل اليد» لا تعني أنّ يده واسعة أو طويلة ، بل هي كناية عن السخاوة والقوة .
في مثل هذه الحالات لا يمكننا العثور على معنى كُلّ واحدة من الكلمات ، ثُمَّ وضع تلك المعاني إلى جانب بعضها لنحصل على المعنى المراد منها . وقبل أن نذكر الأمثلة