«يرمين» وتأتي الصيغة السادسة ؛ أي الفعل المنسوب إلى النساء الغائبات . وينسب كلا الأفعال الثلاثة في الحديث المذكور ، يعني : يكفرن ، وتبرّين ، ويدعين إلى النساء الحرائر والأزواج الأصليات لهؤلاء الرجال ، وهو يريحنا بذلك من مشقّة بحث الاحتمالات الاُخرى والسعي للعثور أو إيجاد فاعل آخر غير فاعلي الفعل الأوّل . ۱
ثُمَّ إنّه لابدَّ لفهم المتن من الالتفات إلى اُمور ومعضلات نذكرها فيما يلي واحداً تلو الآخر :
۱ . شرح معاني الكلمات
يستخدم الصرف للعثور على المادة الأصلية للكلمة في قواميس اللغة العربية لغرض معرفة صياغاتها وفهم حالاتها المختلفة ، ولكن الأهم من ذلك هو معرفة المادة والمعنى الأصلي للكلمة . فالكثيرون يرون من خلال الرجوع إلى بضعة قواميس رائجة ومعاصرة أنّ ما جاء فيها حجّة ، فيكتفون بذلك ، ثُمَّ يفسرون الحديث ، بل وحتّى القرآن على أساس ذلك . غير أنّ هذا الاُسلوب ليس عملياً ولا هو صائب على الدوام ، ففي الكثير من الحالات لا يقدم القاموس إلاّ معنى واحداً من الاستعمالات المختلفة للكلمة الّتي يحتمل أنّ الحديث استخدمها بهذا المعنى ، ويحتمل أيضاً أن يكون المراد من هذه الكلمة معنى آخر .
إضافة إلى ذلك فإنَّ سير تطوّر معاني الكلمات والتحوّل الّذي يطرأ على اللغة ينذر بأنّ معنى الكلمة في القرون الاُولى لظهور الإسلام يختلف عن معناها في القرنين العاشر والحادي عشر وفي الزمن المتأخّر والمعاصر ، ومن هنا فليس من الضرورة أن يكون المعنى الّذي قدّمه اللغوي في القرن الثامن للكلمة هو ذات المعنى الّذي كان يُراد منها في القرنين الأوّل والثاني أو قبلهما وبعدهما بقليل ، وهذا ما يؤكد لزوم