211
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

كالأكثر ، ويمكن أن تكون تبعيضيّة ، بأن يكون المراد مابقي من المرفق من رأس العضد» . ۱
وقال عند شرحه لحديث يسرد صفات المؤمن ، في ذيل عبارة : ولا يتعامل على الأصدقاء : «أي لا يكلّمهم ما لا يطيقون وفي [الوافي ]للأصدقاء ، أي لا يتحمّل الآثام لأجلهم بأن يشهد لهم شهادة الزور أو يحكم بخلاف الحق لهم» . ۲
المثال المفصل والمليء بالشواهد هو شرح المجلسي الأوّل رحمه الله على خطبة المُتَّقين للإمام علي عليه السلام الّتي أفرد لها عدّة صفحات ، وعرض فيها أيضاً النسخ المشابهة في الكافي ونهج البلاغة إلى جانب المتن الّذي أورده الصَّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وأضاف إليها احتمالاته أحياناً ، ثُمَّ شرح هذه العبارات والمتون بكلّ مافيها من دقائق في اللغة والمتن . ۳

1.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ .

2.المصدر السابق ، ج ۱۲ ، ص ۱۴ .

3.المصدر السابق ، ص ۱۶ ـ ۲۹.


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
210

عوامل اُخرى أيضاً تدعو إلى ضرورة تشكيل مثل هذه الفصيلة .
وفي هذا السياق أقرّ المجلسي الأوّل رحمه الله إمكان النقل بالمعنى وكان يعتقد بوقوعه تاريخياً . ۱ ولا يراه محصوراً فيما نقله الشَّيخ الصَّدوق وحده ، وإنّما أقرّ هذا المعنى في روايات كتاب متقن مثل الكافي أيضاً . ۲ لكن هذا الإقرار لم يمنعه من التنقيب والبحث في متن الحديث والاستناد إلى ألفاظ ومفردات وردت فيه سواء كانت تلك المفردات صغيرة أم كبيرة ، بل دفعه ذلك إلى البحث عن نسخ اُخرى مغايرة وعن أخبار نقلها محدّثون آخرون . وقد مرَّ علينا قسم من هذه الاُمور في الصفحات السابقة ، ويتّضح قسمٌ آخر منها بكلّ جلاء عند إلقاء لمحة على كتابه روضة المتّقين .
فالمجلسي الأوّل رحمه الله مَتى ما توفر لديه متن مشابه من الكليني والشَّيخ الطوسي أو الكتب الاُخرى للشَّيخ الصَّدوق وغيره ، فقد ذكره عند شرح الحديث ، واستفاد في هذا السياق من المتون والأخبار الحديثية . ۳ وقد استند حتّى إلى حروف الجر الّتي تضم أنواعاً متعددة وتستخدم أحياناً بدلاً من بعضها البعض ، ويفسّر الحديث على أساس معانيها .
ويرى الشَّيخ المجلسي رحمه الله أنّ الأئمّة أفصح العرب ۴
، وعلى أساس ذلك فهو يُنَقّب ويبحث بدقّة في الجوانب الأدبية للمتون الحديثية . فقال في باب الطهارة والوضوء ، عند شرح عبارة : ويغسل ما بقي من عضده : «يمكن أن تكون ( من ) بيانية ، ويظهر منه وجوب غسل العضد بدل المرفق ، كما ذهب إليه بعض الأصحاب أو استحبابه

1.اُنظر : روضة المتّقين ، ج ۸ ، ص ۱۳۰ وص ۱۹۸ وص ۲۹۸ وص ۳۷۴ .

2.روضة المتّقين ، ج ۸ ، ص ۶ .

3.الشرح كلّه مليء بأمثال هذه الموارد ، ونحن نحيل القارئ إلى مورد واحد فقط حول كتابة الرسائل وتجفيف الكتابات الخطيّة ، وهو رسم كان شائعاً في القدم ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۵ وص ۱۳۶ . وسوف نذكر هذه المجموعة من المتون في البحوث المتعلّقة بفصيلة الحديث .

4.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۲۷۲ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5493
صفحه از 296
پرینت  ارسال به