الفصل الثاني : الحاجة التمهيدية لفهم متن الحديث
فهم الحديث ليس أمراً عارضاً وبسيطاً ، وسيأتي أنّ الكثير من الأحاديث ـ على الأقل ـ تتطلب اجتياز مرحلتين ، هما :
أ ـ فهم المتن .
ب ـ فهم المعنى المقصود .
ولكن يعدّ قبل هاتين المرحلتين إحراز صحّة المتن وصواب انتسابه إلى المعصوم عليه السلام ، حاجة تمهيدية لقطع مسيرة فهم الحديث . وأهمية هذه الحاجة تدرك إذا نتصور أنّ الحديث شهد طوال مسيرته عبر التاريخ عارضة التصحيف والتحريف والنقل بالمعنى . وهذا يعني أنّ التغييرات الّتي وقعت من الرواة سهواً أو عمداً ، وجواز نقل معنى الحديث في صيغة ألفاظ اُخرى يستدعي من كُلّ قارئ للحديث خاصّة إذا كان غرضه شرحه والعمل بمفاده ، أن يتأكّد نسبياً من صحّة المتن الّذي بين يديه ، وقد أدرك الشَّيخ محمّد تقي المجلسي رحمه الله هذه الحاجة الأولية إدراكاً تاماً ، ووفر متطلّباتها . وهنا نذكر الطرق الّتي تستخدم لإحراز صحّة المتن ، ونشير إلى عمل محمّد تقي المجلسي في هذا المجال .