203
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

الفصل الثاني : الحاجة التمهيدية لفهم متن الحديث

فهم الحديث ليس أمراً عارضاً وبسيطاً ، وسيأتي أنّ الكثير من الأحاديث ـ على الأقل ـ تتطلب اجتياز مرحلتين ، هما :
أ ـ فهم المتن .
ب ـ فهم المعنى المقصود .
ولكن يعدّ قبل هاتين المرحلتين إحراز صحّة المتن وصواب انتسابه إلى المعصوم عليه السلام ، حاجة تمهيدية لقطع مسيرة فهم الحديث . وأهمية هذه الحاجة تدرك إذا نتصور أنّ الحديث شهد طوال مسيرته عبر التاريخ عارضة التصحيف والتحريف والنقل بالمعنى . وهذا يعني أنّ التغييرات الّتي وقعت من الرواة سهواً أو عمداً ، وجواز نقل معنى الحديث في صيغة ألفاظ اُخرى يستدعي من كُلّ قارئ للحديث خاصّة إذا كان غرضه شرحه والعمل بمفاده ، أن يتأكّد نسبياً من صحّة المتن الّذي بين يديه ، وقد أدرك الشَّيخ محمّد تقي المجلسي رحمه الله هذه الحاجة الأولية إدراكاً تاماً ، ووفر متطلّباتها . وهنا نذكر الطرق الّتي تستخدم لإحراز صحّة المتن ، ونشير إلى عمل محمّد تقي المجلسي في هذا المجال .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
202

من الوقت وتركّزت حول تفسير مفردات المتن ، وفهم الحديث بشكل أفضل ، واستخدام مفاهيم أصول الفقه والقواعد الفقهية ، واستشهاده بالآيات والأحاديث الاُخرى وكتب اللغة ؛ فإنّه بالاستفادة من علوم القرآن ، وعلوم الحديث ، والآداب ، والفلسفة وحتّى العرفان ، وبالاعتماد على ما لديه من مخزون وافر ، سارَ خطوة فخطوة مقترباً نحو مفهوم ومقصود الأحاديث ، وقدّم تلك الحصيلة إلى الآخرين بكلّ سخاء .
ونحن نعتقد بأنّه قد خطا هذه الخُطا بشكل منطقي وطوى مراحل فهم الحديث بشكل صحيح .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5506
صفحه از 296
پرینت  ارسال به