هذا الكتاب رحمه الله : هذا هو الأذان الصحيح لا يُزاد فيه ولا يُنقص منه ، والمفوضة ـ لعنهم اللّه ـ قد وضعوا أخباراً وزادوا في الأذان «محمّد وآل محمّد خير البرية» مرّتين ، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّد رسول اللّه «أشهد أنّ عليّاً ولي اللّه » مرّتين ، ومنهم من روى بدل ذلك «أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً» مرّتين . ولاشكّ في أنّ عليّاً ولي اللّه وأنّه أمير المؤمنين حقّاً ، وأنّ محمّداً وآله ـ صلوات اللّه عليهم ـ خير البرية ، ولكن ليس ذلك في أصل الأذان ، وإنّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتَّهمون بالتفويض ، المدلسون أنفسهم في جملتنا» . ۱
وقال الشارح ردّاً عليه : «الجزم بأنّ هذه الأخبار من موضوعاتهم مشكل مع أنّ الأخبار الّتي ذكرنا في الزيادة والنقصان وما لم نذكره كثيرة . والظاهر أنّ الأخبار بزيادة هذه الكلمات أيضاً كانت في الاُصول وكانت صحيحة أيضاً ، كما يظهر من المحقّق والعلاّمة والشهيد رحمهم الله فإنّهم نسبوها إلى الشذوذ ، والشاذ ما يكون صحيحاً غير مشهور ، مع أنّ الّذي حكم بصحّته أيضاً شاذ كما عَرَفتَ ، فبمجرد عمل المفوضة أو العامّة على شيء لا يمكن الجزم بعدم ذلك أو الوضع إلاّ أن يَرِد عنهم ـ صلوات اللّه عليهم ـ ما يدلّ عليه ولم يَرِد . . . » . ۲
الاضطراب في الأخبار المروية عن بعض الأئمّة عليهم السلام لايدلّ على وضعها
« والّذي يظهر بعد التتبع والتأمّل التامّ أنّ أكثر الأخبار الواردة عن الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام لا يخلو من اضطراب تَقِيّة أو اتقاء على أصحابهم عليهم السلام ؛ لأنّ أكثرها مكاتبة ويمكن أن تقع بأيدي المخالفين ويصل بها ضرر على الأصحاب . ولما كان أئمتنا عليهم السلام أفصح فصحاء العرب عند المؤالف والمخالف ، فلو اطلعوا ۳ على أمثال