للعمل إلى صحيحٍ وموثّقٍ وحسنٍ . وسنورد في الفصل الثالث عبارات الشارح في توضيح هذه الأقسام .
ثمّ إنّ الشارح أوضح إجمالاً طريق القُدَماء بصورة جيدة وذكر تفاوته مع طريق المتأخّرين ونتج عن ذلك ثمرة عمليّة ـ سيـأتي ذكرها إن شاء اللّه ـ ، وذكر آراءه في كيفية تصحيح كثير من الأخبار وكشف النقاب عن طريق العلاّمة في تصحيح بعض الطرق الّتي ظاهرها الضعف وفقاً لمنهج المتأخّرين في تصحيح الأخبار .
فالآن نشرع بذكر نصوص الشارح حول كلّ ذلك تدريجياً في ذيل العناوين التالية :
دأب القُدَماء تصحيح الكتب لا النظر في كلّ واحد من رجال السند
يقول الشارح في أربعة مواضع من شرحه ما يوضح هذا المعنى ، ويستفاد من العبارة الثالثة والرابعة اللتين سنوردهما ثمرة رجاليّة ينبغي كمال الاعتناء بها . ونحن نوضح تلك الثمرة بعد نقل العبارة الرابعة ، فإليك نصوص الشارح :
أ ـ يقول الشارح في ترجمة محمّد بن حسان بعد أن نقل عن النجاشي أنّه يروي عن الضُعَفاء كثيراً ۱ : «إنّ المعروف من دأب القُدَماء العمل بالكتاب وكلّ من كان يروي عن الضُعَفاء أو يروي المراسيل في كتابه كان ذلك نقصاً وضعفاً أمّا إذا كان الخبر الضعيف أو المرسل لمجرد التأييد فلا بأس ، وكلما تتبعنا من كتبهم كان كذلك أو كان من مراسيل المعتمدين المجمع عليهم أو كان ذكرهما بعد نقل الصحيح أو كان مضمونه متواتراً عندهم ، ولما وصل الأمر إلى المتأخّرين غفلوا عن دأبهم وصار الأخبار أكثرها ضعيفة ، وإن كانوا ينادون أنّها صحيحة وهي حجّة بيننا وبين ربّنا» . ۲
ب ـ يقول الشارح في باب «حكم الحريم» من كتاب القضايا والأحكام بعد نقل