يطلقون الضعيف على من يروي عن الضُعَفاء ويرسل الأخبار مع أنّ رئيس المُحَدّثين وثقة الإسلام وشيخ الطائفة دأبهم ذلك» . ۱
التضعيف لتخليط الراوي فيما يسنده
«محمّد بن جعفر بن أحمد بن بُطَّة المؤدِّب ، أبو جعفر القمّي ، كان كبير المنزلة بقم ، كثير الأدب والفضل والعلم ، يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات ، وفهرست ما رواه غلط كثير . وقال ابن الوليد : كان محمّد بن جعفر بن بطّة ضعيفاً مخلطاً فيما يسنده . له كتب روى عنه الحسن بن حمزة العلوي الطبري وأبو المفضل الشيباني (النجاشي) . ۲
الظاهر أنّ تخليطه كان لفضله وكان يعلم أنّ الإجازات لمجرد اتصال السند ، فكان يقول فيما اُجيز له من الكتب : أخبرنا فلان عن فلان . وهذا نوع من التخليط وكان الأحسن أن يقول : أخبرنا إجازة .
وكان الأشهر جواز ما فعله أيضاً مع أنّه كان رأيه الجواز ، وكان ابن الوليد كالبخاري من العامّة يشترط شروطاً غير لازمة ، وذكر مسلم بن الحجاج في أوّل صحيحه شروطه واعترض عليه بأنّ هذه الشروط غير لازمة ، وإنّما هي بدعة ابتدعها البخاري ، وذكر جزءاً في إبطال ما ذكره من الشروط ، وكذلك النجاشي والشَّيخ ، فإنّ الشَّيخ لتبحره في العلوم كان يعلم أو يظن عدم لزوم ما ذكره النجاشي ، فلهذا اعتمد الشَّيخ على جميع إجازات ابن بطّة في فهرسته ، فتدبّر في أكثر ما يضعفون الأصحاب ، فإنّه من هذا القبيل» . ۳