111
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

فقط ، بل رواها جماعة من الثقات .
ومن الأعاجيب الّذي رووا عن حكيمة بنت الجواد عليه السلام من حضورها وقت الولادة وظهور المعجزات في ذلك الوقت ، وظهور طير ودفع أبي محمّد عليه السلام الصاحب عليه السلام إلى الطير فغاب وكان يجيء به في كل أربعين يوماً مرّة ، وأمثاله . وهذا العجيب رواه جماعة كثيرة عن حكيمة ـ رضي اللّه تعالى عنها ـ ، فهذا المعنى أعجب أو وجوده ـ صلوات اللّه عليه ـ في سبعمئة سنة؟ ، وليس كلّ ذلك بعجيب من قدرة اللّه تعالى .
ولما رأيناهم يضعفون بعض الأصحاب لبعض الأشياء والمعجزات كثيراً لا نجزم بقولهم بمجرد ما لم يذكروا سبب القدح ، كما ذكره جماعة من لزوم ذكر سبب الجرح في الجارح ، فإنّ للناس فيه مذاهب مختلفة وآراء متشتتة ، واللّه تعالى يعلم» . ۱
ب ـ يقول الشارح في كتاب الوصية (باب الرجل يوصى بوصية .. .) عند نقل الصَدوق رواية وقع في إسنادها سهل بن زياد ما نصّه : «وثّقه الشَّيخ في الرجال ۲ وضعّفه النجاشي ۳ ، لكنه معتمد الكليني والمصنف وابن الوليد . والعمدة في تضعيفه أنّه روى بعض الأخبار الدالّة على علو رتبة الأئمّة عليهم السلامولهذا أخرجه ابن عيسى من قم مع جماعة منهم أحمد بن محمّد بن خالد ، وبعده طلب أحمد وتاب ومشى في جنازته حافياً حاسراً .
والظاهر أنّ الإخراج كان من الاجتهاد وغلطه في الاجتهاد كثير ، والجزم بضعفه مشكل مع شهادة عظماء أصحابنا بتزكيته وثقته وكثرة روايته ، مع أنّا لم نطلع على رواية تدلّ على غلوّه» . ۴

1.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۳۸ ـ ۳۳۹ .

2.رجال الطوسي، ص ۳۸۷، الرقم ۵۶۹۹.

3.رجال النجاشي ، ص ۱۸۵ ، الرقم ۴۹۰ .

4.روضة المتّقين ، ج ۱۱ ، ص ۱۰۷ ـ ۱۰۸ .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
110

وبسببه يضعف أكثر أخبار الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ . ۱
للتفصيل اُنظر العنوان التالي .

قدح بعض الرجال لنقلهم خوارق العادات عن الأئمّة

صرّح الشارح بذلك المعنى في ترجمة عدّة من الرجال ، نذكر منهم :
أ ـ « جعفر بن محمّد بن مالك ، كوفي ثقة ، ويضعّفه قوم . روى في مولد القائم أعاجيب ، لم يرو عنهم عليهم السلام . ۲ وروى شيخ الطائفة عنه كثيراً في كتاب الغيبة ، وكذا الصَدوق في كتبه سيّما في إكمال الدين وذكر الأعاجيب . ولاشكّ في أنّ اُموره عليه السلام كلّها أعاجيب ، بل معجزات الأنبياء ـ صلوات اللّه عليهم ـ كلّها أعاجيب ، ولا عجب من ابن الغضائري في أمثال هذه ، والعجب من الشَّيخ ؛ لكن الظاهر أنّ الشَّيخ ذكر ذلك لبيان وجه تضعيف القوم لا للذم .
وقال النجاشي : سمعت من قال : كان فاسد المذهب والرواية . ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهماالله له كتب روى عنه محمّد بن همام (النجاشي) . ۳
والعجب من النجاشي أنّه مع معرفته هذه الأجلاء وروايتهم عنه كيف سمع قول جاهل مجهول فيه ! والظاهر أنّ الجميع نشأ من قول ابن الغضائري كما صرح به النجاشي ، حيث قال : كان ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً . ۴
فانظر أنّه متى يجوز نسبة الوضع إلى أحد لرواية الأعاجيب والحال أنّه لم يروها

1.روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۹۴ ـ ۹۵.

2.رجال الطوسي ، ص ۴۱۸ ، الرقم ۶۰۳۷.

3.رجال النجاشي ، ص ۱۲۲ ، الرقم ۳۱۳.

4.المصدر السابق .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5471
صفحه از 296
پرینت  ارسال به