109
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

أو ما كان معروفاً عند الطائفة ، على أنّ نقل المعجزات عن الأئمّة عليهم السلام وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ليس غلوّاً ، وسيأتي تصريح الشارح بذلك .

المبحث الثاني : في منهج المشايخ الثلاثة في التضعيف الجرح لعلو الحال

يقول الشارح في كتاب الطهارة (باب المياه) في ذيل رواية رواها جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام : «الّذي ظهر لنا من التتبع أنّه ثقة جليل من أصحاب أسرار الأئمّة وخواصهم والعامة تضعفه لهذا ، كما يظهر من مقدّمة صحيح مسلم وتبعهم بعض الخاصة ، لأنّ أحاديثه تدلّ على جلالة الأئمّة عليهم السلام ولما لم يمكنه القدح فيه لجلالته قدح في رواته . وإذا تأمّلت أحاديثه يظهر لك أنّ القدح ليس فيهم ، بل في من قدحه باعتبار عدم معرفة الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ كما ينبغي والّذي ظهر لنا من التتبع التامّ أنّ أكثر المجروحين سبب جرحهم علو حالهم ، كما يظهر من الأخبار الّتي وردت عنهم عليهم السلام : اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا . ۱ والظاهر أنّ المراد بـ (قدر الرواية) ، الأخبار العالية الّتي لا يصل إليها عقول أكثر الناس ، وورد متواتراً عنهم عليهم السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . ۲
ولذا ترى ثقة الإسلام ، وعلي بن إبراهيم ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وسعد بن عبداللّه ، وأضرابهم ينقلون أخبارهم ويعتمدون عليهم ، وابن الغضائري المجهول حاله وشخصه يجرحهم ، والمتأخّرون ـ رحمهم اللّه تعالى ـ يعتمدون على قوله ،

1.رجال الكشّي ، ص ۳ ، ح ۱ .

2.بصائر الدرجات ، ص ۴۲ ، ح ۷ ؛ الخصال ، ص ۲۰۸ ، ح ۲۷ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۸۹ ، ح ۱ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص۵۲ ، ح ۶.


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
108

ضعيف جدّاً (الغضائري) . ۱
وقال العلاّمة ـ بعد ذكر كلام النجاشي وابن الغضائري ـ :والأرجح عندي قبول روايته وإن حصل بعض الشكّ بالطعن فيه . ۲
بل لا يحصل الشكّ ، لأنّ اُصوله معتمد الأصحاب بشهادة الصَدوق والمُفيد ، ووثّقه الثقتان والجارح مجهول الحال ، ولو لم يكن كذلك لكان عليه أن يقدّم الجرح ، كما ذكره العلاّمة في كتبه الاُصولية» . ۳
ومنها : ما ذكره في ترجمة محمّد بن إسماعيل البرمكي بعد نقل كلام العلاّمة أيضاً ، فقال : «محمّد بن إسماعيل البرمكي ، ابن أحمد بن بشير ، المعروف بصاحب الصومعة أبو عبداللّه ، سكن قم وليس أصله منها ، ذكر ذلك ابن نوح وكان ثقة مستقيماً . له كتب روى عنه محمّد بن جعفر الأسدي (النجاشي) ۴ . ضعيف (ابن الغضائري) ۵
. وقول النجاشي عندي أرجح (الخلاصة) ۶ . وكأنّه لعدم توثيق ابن الغضائري في كتب الرجال» . ۷
ثمّ إنّه سيأتي في العناوين التالية تصريح الشارح بأنّ لابن الغضائري منهجاً خاصاً في التضعيف ، فمتى رأى أنّ الراوي نقل خوارق العادات والعجائب عن الأئمّة عليهم السلام بادر إلى جرحه واتّهمه بالوضع ، حيث إنّه يعتقد ذلك غلوّاً ، وهذا خلاف الرؤية الصحيحة والمتداولة بين عُلَماء الرجال ؛ لأنّهم ينقلون في أحوال الرواة ما أخذوه من مشايخهم

1.الرجال لابن الغضائري ، ص ۳۶ ، الرقم ۲.

2.خلاصة الأقوال ، ص ۵۱ ، الرقم ۱۵.

3.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۵ ـ ۳۶ .

4.رجال النجاشي ، ص ۳۴۱ ، الرقم ۹۱۵ .

5.الرجال لابن الغضائري ، ص ۹۷ ، الرقم ۱۴۶ .

6.خلاصة الأقوال ، ص ۲۵۸ ، الرقم ۸۸۷ .

7.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۴ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5552
صفحه از 296
پرینت  ارسال به