أو ما كان معروفاً عند الطائفة ، على أنّ نقل المعجزات عن الأئمّة عليهم السلام وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ليس غلوّاً ، وسيأتي تصريح الشارح بذلك .
المبحث الثاني : في منهج المشايخ الثلاثة في التضعيف الجرح لعلو الحال
يقول الشارح في كتاب الطهارة (باب المياه) في ذيل رواية رواها جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام : «الّذي ظهر لنا من التتبع أنّه ثقة جليل من أصحاب أسرار الأئمّة وخواصهم والعامة تضعفه لهذا ، كما يظهر من مقدّمة صحيح مسلم وتبعهم بعض الخاصة ، لأنّ أحاديثه تدلّ على جلالة الأئمّة عليهم السلام ولما لم يمكنه القدح فيه لجلالته قدح في رواته . وإذا تأمّلت أحاديثه يظهر لك أنّ القدح ليس فيهم ، بل في من قدحه باعتبار عدم معرفة الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ كما ينبغي والّذي ظهر لنا من التتبع التامّ أنّ أكثر المجروحين سبب جرحهم علو حالهم ، كما يظهر من الأخبار الّتي وردت عنهم عليهم السلام : اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا . ۱ والظاهر أنّ المراد بـ (قدر الرواية) ، الأخبار العالية الّتي لا يصل إليها عقول أكثر الناس ، وورد متواتراً عنهم عليهم السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . ۲
ولذا ترى ثقة الإسلام ، وعلي بن إبراهيم ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وسعد بن عبداللّه ، وأضرابهم ينقلون أخبارهم ويعتمدون عليهم ، وابن الغضائري المجهول حاله وشخصه يجرحهم ، والمتأخّرون ـ رحمهم اللّه تعالى ـ يعتمدون على قوله ،