وسننبه أيضاً إن شاء اللّه ـ ، ولكنّه أثبت من الجميع (أي جميع عُلَماء الرجال) كما يظهر من التتبع التامّ ، واللّه تعالى يعلم» . ۱
وقد أشار الشارح إلى اثنين من تلك الأغلاط ، أحدهما في كتاب النكاح ، حيث يقول : «.. . مثل ما رواه الشَّيخان في الصحيح عن أبي عبداللّه الفرّاء ، والظاهر أنّه سليم الثقة وإن ذكره النجاشي مرّتين ، لأنّ مثل هذا في كتابه كثير» . ۲
وثانيهما في ترجمة محمّد بن جعفر بن بطّة ، حيث ضعّفه النجاشي بما لا يراه الشارح من أسباب الضعف . وسنذكر نصّ عبارته عند كلامه في منهج عُلَماء الرجال في التضعيف . وهذه الأغلاط غير ما وقع منه من متابعة ابن الغضائري ـ الّذي ستأتي ترجمته ـ في معنى الغلوّ وجرح كثير من أصحاب أسرار الأئمّة عليهم السلام بذلك ، وسيأتي تفصيل ذلك في نصوص الشارح .
۲ . الشَّيخ
هو أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (۳۸۵ ـ ۴۶۰هـ) الملقّب بـ «شيخ الطائفة» و«الشَّيخ» على الإطلاق ، ألّف كتابين في علم الرجال هُما الفهرست والرجال ، وقد تقدّم في ترجمة النجاشي أنّ الشارح يقدّم النجاشي عليه وعلى سائر عُلَماء الرجال ، لكونه أثبت . ومع ذلك سيأتي في بعض العناوين التالية أنّ الشارح قد يرجح الشَّيخ عليه ، لتبحره في العلوم المختلفة .
ثمّ إنّه لم يذكر في شأن الشَّيخ إلاّ شيئاً قليلاً وهو أنّ الشَّيخ يراعي علوّ الإسناد في الإجازات ، فقال في ترجمة عبداللّه بن سعيد ، أبو شبل الأسدي ما لفظه : «أبو شبل ، له كتاب ، روى عنه القاسم بن إسماعيل (الفهرست) ۳ . والظاهر أنّه ذكر القاسم بن إسماعيل