105
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

وسننبه أيضاً إن شاء اللّه ـ ، ولكنّه أثبت من الجميع (أي جميع عُلَماء الرجال) كما يظهر من التتبع التامّ ، واللّه تعالى يعلم» . ۱
وقد أشار الشارح إلى اثنين من تلك الأغلاط ، أحدهما في كتاب النكاح ، حيث يقول : «.. . مثل ما رواه الشَّيخان في الصحيح عن أبي عبداللّه الفرّاء ، والظاهر أنّه سليم الثقة وإن ذكره النجاشي مرّتين ، لأنّ مثل هذا في كتابه كثير» . ۲
وثانيهما في ترجمة محمّد بن جعفر بن بطّة ، حيث ضعّفه النجاشي بما لا يراه الشارح من أسباب الضعف . وسنذكر نصّ عبارته عند كلامه في منهج عُلَماء الرجال في التضعيف . وهذه الأغلاط غير ما وقع منه من متابعة ابن الغضائري ـ الّذي ستأتي ترجمته ـ في معنى الغلوّ وجرح كثير من أصحاب أسرار الأئمّة عليهم السلام بذلك ، وسيأتي تفصيل ذلك في نصوص الشارح .

۲ . الشَّيخ

هو أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (۳۸۵ ـ ۴۶۰هـ) الملقّب بـ «شيخ الطائفة» و«الشَّيخ» على الإطلاق ، ألّف كتابين في علم الرجال هُما الفهرست والرجال ، وقد تقدّم في ترجمة النجاشي أنّ الشارح يقدّم النجاشي عليه وعلى سائر عُلَماء الرجال ، لكونه أثبت . ومع ذلك سيأتي في بعض العناوين التالية أنّ الشارح قد يرجح الشَّيخ عليه ، لتبحره في العلوم المختلفة .
ثمّ إنّه لم يذكر في شأن الشَّيخ إلاّ شيئاً قليلاً وهو أنّ الشَّيخ يراعي علوّ الإسناد في الإجازات ، فقال في ترجمة عبداللّه بن سعيد ، أبو شبل الأسدي ما لفظه : «أبو شبل ، له كتاب ، روى عنه القاسم بن إسماعيل (الفهرست) ۳ . والظاهر أنّه ذكر القاسم بن إسماعيل

1.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۳۱ .

2.المصدر السابق ، ج ۸ ، ص ۴۴۰ .

3.الفهرست ، ص ۱۹۱ ، الرقم ۸۶۳ .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
104

مشكلاً ؛ لأنّ عُلَماء الرجال ذكروه بالتوثيق ولم يذكروا وقفه ولو كان لما خفي عليهم» . ۱

المبحث الأوّل : فيما قاله الشارح في مشايخ الجرح والتعديل

۱ . النجاشي

هو أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الأسدي (۳۷۲ ـ ۴۵۹هـ) .
قال العلاّمة الحلّي في الخلاصة عند ترجمة الرجل : «إنّه ثقة ، معتمد عليه عندي ، له كتاب الرجال ، نقلنا منه في كتابنا هذا وغيره أشياء كثيرة ، وله كتب اُخر ذكرناها في الكتاب الكبير» . ۲
وقال الميرداماد في الرواشح : «واعلمن أنّ أبا العبّاس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر ، السند المعتمد عليه .. .» . ۳
وقال الحر العاملي في أمل الآمل : «إنّ أحمد بن العبّاس النجاشي ثقة ، جليل القدر ، يروي عن المُفيد» . ۴
وبعد هذا فاعلم أنّ موقف الشارح هنا هو المشهور من أنّ النجاشي معتمد عليه ويجوز التعويل عليه في معرفة الرواة ، بل أكثر من ذلك بالنسبة إلى سائر عُلَماء الرجال ، لكن لا ينفي عنه الخطأ بالكل ، فإنّه قال في ترجمته : «وثّقه العلاّمة ، بل أكثر الأصحاب لأنّهم يعتمدون عليه في التعديل والجرح . وهو ثبت كما يظهر من التتبع ، لكنّه يقع منه الاجتهاد الغلط في بعض الأوقات ، ويظهر منه أنّه اجتهاده ـ كما نبّهْنا عليه

1.روضة المتّقين ، ج ۸ ، ص ۴۷۷ .

2.خلاصة الأقوال ، ص ۷۲ ، الرقم ۱۱۸ .

3.الرواشح السماوية ، ص ۷۶ ، الراشحة العشرون .

4.أمل الآمل ، ج ۲ ، ص ۱۵ ، الرقم ۳۰ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5432
صفحه از 296
پرینت  ارسال به