بل الظاهر أنّ الجماعة الّذين ليسوا بمشهورين عندنا كانوا مشهورين عنده وعند سائر القُدَماء .
لكن ذكر بعض الأصحاب أنّ هذه العبارة تدلّ على أنّ الكتب الّتي ينقل عنها كانت من الاُصول الأربعمئة ، وهو خلاف الظاهر ، فإنّ الشَّيخ ذكر كثيراً منهم ليسوا بهذه الجماعة . نعم ، يمكن أن يكون أكثرهم هؤلاء واللّه تعالى يعلم» . ۱
ثمّ إنّ الشارح قال بعد ذلك في موضع آخر : «إنّ الكتب الّتي نقل الصَدوق عنها وهي قريبة من أربعمئة أكثرها من الاُصول الأربعمئة مع أنّها كانت معتمدة عندهم» . ۲
للمشايخ الثلاثة طُرق كثيرة إلى أصحاب الاُصول
لا يخفى على الباحث في هذا الفنّ أنّه اذا ثبت بأنّ للمشايخ الثلاثة طُرق كثيرة إلى أصحاب الاُصول المعتمدة والكتب المعتبرة لحصل العلم باستفاضة هذه المصادر واشتهارها عند المشايخ الثلاثة ، وذلك يعني صحَّة انتسابها إلى مؤلّفيها فحينئذٍ لا يضرّ ضعف بعض تلك الطرق ، ويحصل إضافة إلى ما تقدّم ـ من أنّ المشايخ الثلاثة ينقلون في كتبهم غالباً من هذه المصادر ـ نوع من الاطمئنان بصدور الروايات المنقولة في الكتب الأربعة عن مؤلّفي الاُصول والكتب المعتبرة .
صرّح الشارح بكثرة طرق المشايخ الثلاثة إلى بعض أصحاب الاُصول في مواضع كثيرة : منها : قوله في كتاب الطلاق بعد قول الصَدوق : «وروى الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب .. .» ، حيث قال : «في الصحيح كالشَّيخ والكليني في الحَسِن كالصحيح ، والظاهر أنّه من كتاب الحسن بن محبوب . وللكليني إليه طرق كثيرة ، ولتفنّن الطريق تارة يذكر فيه عن علي ، عن أبيه ، عن الحسن وتارة عن محمّد بن