أن يجعل عليه حلقة من الخطّ ، ليدلّ على الزيادة .
استنتاج المجلسي من القرائن اللفظية
لم يتوقّف عمل العلاّمة المجلسي رحمه الله في جمع الروايات المتشابهة عند حدَّ العثور على تلك الروايات ، فهو كان يقوم ـ بعد حصوله على الروايات ـ بعدّة اُمور . فكان أحياناً يستنير بها لإزالة إجمال اللغة الصياغة أو العامّة للأخبار ، وأحياناً يقيّد حكمها العام والمطلق ، أو يحل الأخبار المتعارضة استدلالياً وليس سنديّاً .
ونشرح فيما يلي جهوده في كلّ واحد من هذه الطُرق الثلاثة .
أ ـ تبيين المجمل
المجمل أمر نسبي ، والمتن الّذي يكون بالنسبة لنا مجملاً أحياناً ، لا يكون مجملاً بالنسبة إلى شخص آخر ، وفي أحيان اُخرى لا يكون مجملاً في عهد من الزمن ، ولكن هذا الأمر الواضح يغدو مجملاً في زمن آخر ، وفي حالة الإجمال نرجع إلى القائل ، وإذا لم يكن القائل موجوداً نستعين بكلامه المشابه وبقرائن اُخرى .
يشير المجلسي رحمه الله إلى هذا الطريق إشارة مباشرة ويقول : «والظاهر أنّ العبارات مجملة محتملة لاُمور والأخبار الآتية مفسّرة لها» ۱ . واستعان هو نفسه بهذه الطريقة لحل أخبار مثل «أجعلُ صلواتي لك ؟» . جاء رجل إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال : يا رسول اللّه إنّي أجعل لك ثلث صلواتي ، لا بل أجعل لك نصف صلواتي ، لا ، بل أجعلها كلّها لك ؟ فقال رسول اللّه : إذا تُكفى مؤونة الدنيا والآخرة ۲
. ولكن من حسن الحظ أنّ هناك أحاديث اُخرى نُقلت في هذا المجال ، وقد أوردها الكليني كلّها تقريباً في باب أفرده لها في كتاب الدعاء وهي توضّح مفهوم الرواية بكلّ جلاء . ونقل المجلسي رحمه الله روايات الكافي