فاحصة على أربعة مجلّدات من هذا الكتاب ۱ ، ورجعنا إلى واحد أو اثنين منها في حالات معيّنة . ويتّضح لنا من خلال ذلك أنّ هناك مجالاً واسعا لإجراء تحقيق أشمل وعرض المزيد من الشواهد . ومن الطبيعي أنّ قلّة المصادر والمتون في حقل فقه الحديث توجب على المفكّرين من الشباب تقديم بحوث أكثر حداثة وعمقاً .
نبدأ أوّلاً بتقديم تعريف لفقه الحديث من وجهة نظر مقبولة ومعاصرة ، ونبيّن مدى مكانته وأهميّته ، ثُمَّ نأتي على تبيين المسار المنطقي والمتداول لفهم الأحاديث ، خاصّة الأحاديث الّتي تتطلب الشرح والتفسير ، ونعرض بعد التوضيح المقتضب لكلّ مرحلة مصاديق وأمثلة من الأعمال الّتي قام بها الشَّيخ محمّد تقي المجلسي الأوّل رحمه الله .
التعريف بفقه الحديث
«فقه الحديث : هو العلم الّذي يبحث في متن الحديث ويقرّبنا إلى المقصود الأصلي لقائل الحديث من خلال عرض الاُسس والسير المنطقي لفهمه» .
هذه الأُسس والأساليب الّتي تستخرج من قواعد أدبية واُصولية وكلامية وغيرها من القوانين العقلية والعقلانية ، ويتمّ تعريفها في قالب مسار منطقي وعملية فاعلة . تساعدنا على العثور على المعنى الأصلي للحديث والفهم الصحيح ، والأفضل لما يراد منه ، وكذا تساعدنا على وضعه في نظام اعتقادي متماثل ، بحيث لا يقع أي خلل في تماسك البُنية اللغوية والعقلانية السائدة في الأحاديث .
مكانة فقه الحديث وأهميته
فقه الحديث من العلوم الّتي تُعنى بمتن الحديث ، وهو ـ أي فقه الحديث ـ يساعد على فهم مضمون الحديث ، ويضطلع بمهمّة شرح متنه وإزالة العقبات الّتي تعترض