تنبيه
قد عَرَفتَ أنّ ظاهر عبارة الشارح كون الخبر المحفوف بالقرائن القطعية قسماً آخر مقابل خبر الواحد ، والحال أنّه ليس كذلك بل هو كالمستفيض ، قسم من أقسام خبر الواحد ، فالصحيح أن نقول : الخبر الّذي لم يبلغ حدّ التواتر تارة يكون مجرداً عن القرائن القطعية فلا يفيد العلم ، واُخرى يكون محفوفاً بها ، والمجرد عن القرائن إذا تجاوز عدد رواته الثلاثة يسمّى مستفيضاً .
تقسيم خبر الواحد إلى اُصوله
اصطلح المتأخّرون من أصحابنا ـ كما تقدّم ـ على تقسيم خبر الواحد على أساس اختلاف أحوال رواته في الاتّصاف بالإيمان والعدالة والضبط أو عدمها إلى أنواع أربعة ، وهي اُصول الأقسام وإليها يرجع الباقي من الأقسام .
وقد قال الشارح في تعريف هذه الأقسام : «وفقاً لاصطلاح المتأخّرين منذ زمن العلاّمة وما فوقه بقليل يكون الحديث على خمسة أوجه ، وهذه القسمة لا تخلو من الفائدة . وهناك تقسيمات اُخرى في كتب العامّة ، وتبعهم على ذلك بعض الخاصّة ، وقد أحجمنا عن ذكرها لعدم وجود فائدة تترتّب عليها .
الأوّل : الصحيح ، وهو الخبر الّذي كلّ رواته إلى الإمام المعصوم إمامية المذهب وعدول ممّن لا يرتكبون الكبيرة ولا يصرّون على الصغيرة ، على أن يكونوا من أهل المروءة ممّن لا يصدر عنهم ما يدلّ على خفّة العقل . ومع ذلك يجب أن يكونوا ثقات ومعتمدين بألاّ يكونوا كثيري السهو والنسيان . وظاهر خبر ابن حنظلة الّذي مرّ يدلّ على هذا . وهذا الخبر عند المتأخّرين حجّة ما لم يكون له معارض .
الثاني : الحَسن ، وهو الخبر الّذي مُدِح كلّ رجال سنده من غير توثيق ، أو مُدح بعضهم وَوُثَّقَ الباقون . وبمجرّد أن يكون في سند الحديث ممدوح من غير توثيق