للمبتدئين المقصود منها ، وأمّا الاُصول ـ وهي المصادر الأولية لحديث الشيعة ـ فقد تقدّم في الباب الأوّل تفصيل المراد منها ، فلا نعيده هنا .
صرّح الشارح بصحَّة أخبار أصحاب الإجماع والاُصول وأوضح ما اختاره من عبارة الكشّي في موضعين :
أ ـ قوله في مقدّمة شرح المشيخة : «يمكن القول بصحَّة كلّ خبر يكون صاحب الكتاب ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم باصطلاح المتأخّرين ، ولا ينظر إلى ما قبله ؛ لأنّ الظاهر القريب من المعلوم أنّ كتبهم كان معتمد الأصحاب وكان مشتهراً بينهم ارتفاع الشمس في رابعة النهار ، كما اشتهر بيننا الكتب الأربعة للمحمّدين الثلاث رضي الله عنهم ، بل الظاهر أنّها كانت أشهر من هذه الكتب لكثرة رواية الحديث ورواتها وإجماعهم عليها ، بل إذا كان الكتاب من الاُصول الأربعمئة ، لاتفاق الأصحاب عليها ولا ينظر في الصورتين إلى ما بعدهما أيضاً سيّما في المجمع عليهم . ولهذا كانوا يقبلون مراسيل ابن أبي عمير ، والبزنطي ، وصفوان بن يَحيى ، وحمّاد بن عيسى ؛ لأنّ فائدة الإجماع ذلك على الظاهر وإلاّ كان يكفي حكمهم بتوثيقه» . ۱
ب ـ قوله في شرح المشيخة عند ترجمة صفوان بن يَحيى : «اعلم أنّ الظاهر من إجماع الأصحاب على تصحيح ما يصح عنه أنّهم لم يكونوا ينظرون إلى ما بعده ، فإنّهم كانوا يعلمون أنّه لا يروي إلاّ ما كان معلوم الصدور عن الأئمّة عليهم السلام ، ومن تتبع آثارهم يعلم أنّ مرادهم هذا لا أنّه لا يروي كاذباً على من يروي عنه ويكون عبارة اُخرى عن التوثيق ، فإنّه إذا كان كذلك فأيّ اختصاص لهذا المعنى بهؤلاء الثمانية عشر؟ . ۲
لكن المتأخّرين ينظرون إلى حال من بعده ونحن نسجنا على منوالهم وسمينا