123
الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي

الصَدوق خبر وهب بن وهب ما لفظه : «الطريق إليه صحيح وهو وإن كان ضعيفاً ، لكن لما كان خبره مشهوراً ورواه الثقات من غير طريقه اعتمد المصنّف عليه ، بل الظاهر من أحوال القُدَماء أنّهم كانوا ينظرون إلى الكتاب ، فإن كان رواياته موجودة في غير ذلك الكتاب وكان صاحبه ثقة في النقل ولو بملاحظة الكتاب كانوا يعتمدون عليه» . ۱
ج ـ يقول الشارح في ترجمة محمّد بن خالد البرقي : «واعلم أنّ الغالب في إطلاقاتهم ۲ أنّه ضعيف في الحديث ۳ أي يروي عن كلّ أحد ، واعتمادهم كان على الكتاب فحينئذٍ لا يمكن أن يعمل على الجميع أمّا على طريقة المتأخّرين فلا يضر نقله عن الضعيف ، لأنّهم ينظرون كلّ واحد من الرجال» . ۴
د ـ يقول الشارح في ترجمة محمّد بن أحمد بن يَحيى ـ بعد ذكر استثناء ابن الوليد جماعة من رجال كتابه المسمّى بنوادر الحكمة ـ : «واعلم أنّ الاستثناء لكونهم يعتمدون على جميع ما في الكتاب وأمّا عند المتأخّرين فلا حاجة لهم إليه ؛ لأنّهم يلاحظون من روى عنه» . ۵
أقول : عُلَماء الدراية يقولون إنّ قول الرجالي «ضعيف في الحديث» وإن كانت هناك شبهة في دلالته على القدح في نفس الراوي ، لكن لاريب في إفادة الذمّ في رواية الراوي ۶ هذا قولهم في دلالة العبارة ، لكنهم لم يبحثوا عن السبب الّذي أوجب قول الرجالي تلك العبارة في ترجمة عدد من الرواة بخلاف الشارح ، فإنّه عيّن السبب وهو عدم مبالاة الراوي في الرواية عن الضُعَفاء .

1.روضة المتّقين ، ج ۶ ، ص ۲۴۲ . للتفصيل اُنظر العنوان التالي .

2.الضمير يرجع إلى عُلَماء الرجال كالنجاشي .

3.اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۳۳۵ ، الرقم ۸۹۸ .

4.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۵۵ .

5.المصدر السابق ، ص ۲۳۳ .

6.اُنظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية ، ص ۹۴ .


الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
122

للعمل إلى صحيحٍ وموثّقٍ وحسنٍ . وسنورد في الفصل الثالث عبارات الشارح في توضيح هذه الأقسام .
ثمّ إنّ الشارح أوضح إجمالاً طريق القُدَماء بصورة جيدة وذكر تفاوته مع طريق المتأخّرين ونتج عن ذلك ثمرة عمليّة ـ سيـأتي ذكرها إن شاء اللّه ـ ، وذكر آراءه في كيفية تصحيح كثير من الأخبار وكشف النقاب عن طريق العلاّمة في تصحيح بعض الطرق الّتي ظاهرها الضعف وفقاً لمنهج المتأخّرين في تصحيح الأخبار .
فالآن نشرع بذكر نصوص الشارح حول كلّ ذلك تدريجياً في ذيل العناوين التالية :

دأب القُدَماء تصحيح الكتب لا النظر في كلّ واحد من رجال السند

يقول الشارح في أربعة مواضع من شرحه ما يوضح هذا المعنى ، ويستفاد من العبارة الثالثة والرابعة اللتين سنوردهما ثمرة رجاليّة ينبغي كمال الاعتناء بها . ونحن نوضح تلك الثمرة بعد نقل العبارة الرابعة ، فإليك نصوص الشارح :
أ ـ يقول الشارح في ترجمة محمّد بن حسان بعد أن نقل عن النجاشي أنّه يروي عن الضُعَفاء كثيراً ۱ : «إنّ المعروف من دأب القُدَماء العمل بالكتاب وكلّ من كان يروي عن الضُعَفاء أو يروي المراسيل في كتابه كان ذلك نقصاً وضعفاً أمّا إذا كان الخبر الضعيف أو المرسل لمجرد التأييد فلا بأس ، وكلما تتبعنا من كتبهم كان كذلك أو كان من مراسيل المعتمدين المجمع عليهم أو كان ذكرهما بعد نقل الصحيح أو كان مضمونه متواتراً عندهم ، ولما وصل الأمر إلى المتأخّرين غفلوا عن دأبهم وصار الأخبار أكثرها ضعيفة ، وإن كانوا ينادون أنّها صحيحة وهي حجّة بيننا وبين ربّنا» . ۲
ب ـ يقول الشارح في باب «حكم الحريم» من كتاب القضايا والأحكام بعد نقل

1.اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۳۳۸ ، الرقم ۹۰۳ .

2.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۹ .

  • نام منبع :
    الأُسس الحديثيّة و الرّجاليّة عند العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسي
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدرضا جدیدی نژاد و عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5588
صفحه از 296
پرینت  ارسال به