ج ـ يقول الشارح في شرح المشيخة عند ترجمة محمّد بن سنان : «وثّقه المُفيد ۱ وضعّفه الباقون ونسبوه إلى الغلوّ ۲ ، وروى الكشّي أخباره في الغلوّ ، ولا نجد فيها غلوّاً ، بل الّذي يظهر منها أنّه كان من أصحاب الأسرار فلننقل ما رووه فيه لتعلم أنّ أكثر ما يرمون الأجلاء أمثال هذه .. . فانظر أيها الأخ في اللّه بعين الإنصاف في هذه الأخبار ، فإنّها ليست إلاّ معجزاته عليه السلام ولاشكّ في أنّ الأئمّة عليهم السلاممن حين الولادة يتكلمون .. . ولكن لما ذكر بعض من لا فهم له ضعّفه بهذه الأشياء» . ۳
تضعيف بعض أصحاب الأسرار كسراً لمذهب الغُلاة
قد علمت ممّا مرّ في العنوانين السابقين أنّ الشارح يعتقد أنّ جرح بعض الرواة من ناحية عُلَماء الرجال سيّما ابن الغضائري كان لنقلهم المعجزات وخوارق العادات عن الأئمّة عليهم السلامفهم لعدم فهمهم هذه المعاني أنكروا وقوعها عن الأئمّة عليهم السلام وجعلوها غلوّاً في منزلتهم ، واتهموا الّذين ينقلون هذه الاُمور بالوضع نصرة لمذهبهم الباطل .
لكن قد تقدّم فيما قاله الشارح في ابن الغضائري أنّ له نظراً آخر أيضاً ، وهو وقوع تلكم التضعيفات عن مصلحة ، وهي دفع تمسك الغُلاة بأخبار عدّة من خواص الأئمّة عليهم السلام للاحتجاج علينا ، فعُلَماء الرجال معترفون بجلالة الّذين أقدموا على جرحهم وصحَّة أحاديثهم ، لكن اضطروا إلى تضعيفهم لئلاّ يتخذ الغُلاة أحاديثهم نصرة لمذهبهم وحجّة علينا .
وإليك التفصيل من النصوص الّتي ننقلها عن الشارح :
أ ـ يقول الشارح في نهاية ترجمة المعَلى بن خنيس ـ بعد نقل عبارات النجاشي
1.اُنظر : الإرشاد ، ج ۲ ، ص ۲۴۷ ـ ۲۴۸ .
2.اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۳۲۸ ، الرقم ۸۸۸ ؛ الفهرست ، ص ۱۴۳ ، الرقم ۶۰۹ .
3.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۲۹ ـ ۳۴ . للتفصيل اُنظر : المصدر نفسه ، ص ۷۷ ، وج ۷ ، ص ۱۶۲ ـ ۱۶۳ .