كثيراً ؛ لأنّه كان معمّراً ، والطريق إليه عالي الإسناد فإنّه يروي الكليني ، عن حميد بن زياد ، عن القاسم ، عن أصحاب أبي عبداللّه عليه السلام ، والشَّيخ يراعي علوّ الإسناد في الإجازات كثيراً فلا تغفل» . ۱
۳ . ابن الغضائري
هو أبو الحسين أحمد بن الحسين البغدادي ، الشهير بـ«ابن الغضائري» ، لم يعلم سنة وفاته ، ولكنّه تُوفّي في أواسط القرن الخامس .
لا يوجد في كلام القُدَماء توثيق صريح للرجل ، لكن وَصَفَهُ بعض المتأخّرين بمدائح جليلة تزيد على وثاقته وعدّوه من الأعلام . ۲ وقد نسب إليه كتاب في الرجال ، وقيل إنّه لوالده الحسين بن عبيد اللّه ، وذلك الكتاب اختفى خبره حتّى وجده أحمد بن طاووس (ت ۶۷۳هـ) منسوباً إليه (أي إلى ابن الغضائري) . فلم يصل الكتاب إلى المتأخّرين بطرق صحيحة .
وقد ذكر في هذا الكتاب الضُعَفاء من رجال الشيعة على وجه الخصوص حسب اعتقاد مصنّفه ، وجرّح فيه رجالاً لم يسبقه أحد بجرحهم ، بل ضعّف رجالاً وثّقهم أعلام الفنّ مثل النجاشي والشَّيخ ، فحصل بحثاً عظيماً في حال المؤلّف وقيمة كتابه ، ورأي الشارح في الرجل وكتابه هو :
أولاً : أنّ الكتاب من تأليفات ابن الغضائري لا والده الحسين بن عبيد اللّه .
ثانياً : أنّ الرجل مجهول الحال حتّى عند العلاّمة ، ولهذا يقدّم توثيق النجاشي والشَّيخ على جرحه ، وأنّه لم يكن بصيراً بالرجال .
ثالثاً : أنّ تجريحاته وقعت لمصلحة هي دفع تمسك الغُلاة بأخبار عدد من خواص