51
الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة

لم يرغبا في الإفصاح عن مميزاتهما وأحبّا التكتّم ؛ حذراً من المخاوف التي ربّما يواجهانها منهم.

ولكن الجهل بهما غير ضارّ ؛ لورود أخبار كتاب عاصم من طرق متعدّدة اُخرى، وكان في تلك الأعصار في متناول الرواة.

وقد جاءت هذه الرواية عنهما من طريق أحد مشايخ الرواية ؛ وهو الشيخ الصالح المعتمد عليه الشيخ عبيد اللّه‏ بن أحمد بن نهيك، حيث قال النجاشي في حقّه: «عبيد اللّه‏ بن أحمد بن نهيك أبو العبّاس النخعي، الشيخ الصدوق، ثقة، وآل نَهِيْك بالكوفة بيت من أصحابنا، منهم: عبد اللّه‏ بن محمّد وعبد الرحمان السمريان، وغيرهما. له كتاب النوادر، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن قال: اشتملت إجازة أبي القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي ـ وأراناها ـ على سائر ما رواه عبيد اللّه‏ بن أحمد بن نهيك، وقال: كان بالكوفة، وخرج إلى مكّة. وقال حميد بن زياد في فهرسته. سمعت من عبيد اللّه‏ كتاب المناسك، وكتاب فضائل الحج، وكتاب الثلاث والأربع، وكتاب المثالب، ولا أدري قرأها حميد عليه؟ وهي مصنّفاته، أو هي لغيره ؟»۱.

وعنونه الشيخ في الفهرست «عبد اللّه‏» مكبّراً ـ والتصغير، كما في النجاشي، أقرب ـ فقال: «عبد اللّه‏ بن أحمد النهيكي، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضّل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد اللّه‏ عن عبد اللّه‏ بن أحمد»۲.

ونقل في جامع الرواة رواية جعفر بن محمّد العلوي الموسوي عنه، وقال: «ويعبّر عنه في بعض المواضع بقوله: معلّمنا ومؤدّبنا».

1.. رجال النجاشي : ص۲۳۲ ، الرقم ۶۱۵ .

2.. الفهرست : ص۱۷۰ ، الرقم ۴۴۷ .


الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
50

العصابة، صحيح الإسناد»۱.

وقال المامقاني: «قال في الفهرست: عاصم بن حميد الحنّاط الكوفيّ، له كتاب، أخبرنا به أبو عبد اللّه‏، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد اللّه‏، عن محمّد بن عبد الحميد والسنديّ بن محمّد، عن عاصم بن حميد.

وبهذا الإسناد عن سعد والحميريّ، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد. انتهى.

وقال النجاشيّ: عاصم بن حميد الحنّاط الحنفيّ أبو الفضل، مولى، كوفيّ، ثقة، عين، صدوق، روى عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام، له كتاب، أخبرنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن عبد الحميد عن عاصم بكتابه» ۲.

أقول: روايات عاصم بن حميد كثيرة في كتب الأصحاب، وهي تدلّ على أنّ له شأنا عظيما عند الأصحاب، وأنّه من فحول الرواة الثقات ؛ فقد ورد في الرواية: «اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا»۳. وسيأتي أيضا الحديث عنه عند الكلام حول علاء بن رزين.

ولم نقف على ما يميّز الراويين الأوّلين لكتاب عاصم، وهما: سلمة ومساور، وهما من طبقة الراوية الشهير محمّد بن أبي عمير. ولعلّ سلمة هو سلمة بن حيّان الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام موسى الكاظم عليه‏السلام، واللّه‏ العالم. ولعلّ رواية ابن نهيك عنهما كانت لأجل عدم طريق آخر له لروايته، أو لعلوّ الإسناد في الرواية عنهما ؛ لكونهما معروفين ومعتمدين عنده، ولكنّهما لاختلاطهما مع العامّة

1.. الجامع في الرجال : ج۱ ، ص۳۹۱ ـ ۳۹۲ .

2.. تنقيح المقال : ج۲ ، ص۱۱۳ . وفيه «سعد بن عبيد اللّه‏» ، والصحيح ما أثبتناه .

3.. الكافي : ج۱ ، ص۵۰ ، ح۱۳ ، عن عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق عليه‏السلام .

  • نام منبع :
    الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
    سایر پدیدآورندگان :
    ضیاء الدین محمودى
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3547
صفحه از 428
پرینت  ارسال به