259
الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة

وإنّما كان يومئذٍ خرج في طلب العير، وأهل بدر الذين شهدوا إنّما كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ولم يريدوا القتال، إنّما ظنّوا أنّها۱ العير التي فيها أبو سفيان، فلمّا أتى أبو سفيان الوادي نزل في بطنه في ميسرة الطريق، فقال اللّه‏: «إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى»۲، قلت له: ما العدوة الدنيا؟ قال: ممّا يلي الشام، والعدوة القصوى ممّا يلي مكّة، قلت له: فالعدوتين ضفتي۳ الوادي۴؟ فقال: نعم.
فقال أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام: «وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِى الْمِيعَدِ وَلَكِن لِّيَقْضِىَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنم بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَنم بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ».۵
قال أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام: ونادى الشيطان على جبل مكّة: إنّ هذا محمّد في طلب العير، فخرجوا على كلّ صعب وذلول، وخرج بنو عبد المطّلب معهم، ونزلت رجالهم يرتجزون، ونزل طالب يرتجز، فقال فيما يرتجز:
اللّهمّ إن يغزون طالب
في مقنب من هذه المقانب
فارجعه المسلوب غير السالب
والمغلوب غير الغالب
قالوا: واللّه‏ إنّ هذا لعلينا۶ فردّوه، ولقي رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أبا رافع مولى العبّاس فسأله عن قومه، فأخبره أنّهم أُخرجوا۷ كارهين۸.

1.. في «س» و «ه» : «أنّهم» .

2.. الأنفال ۸ : ۴۲ .

3.. كذا في النسخ . والأولي : فالعدوتان ضفتا الوادي بل ضَفَوا الوادي .

4.. ضفتا الوادي أي جانباه من ض ، ف ، و .

5.. في «س» و «ه » : «إنّ هذا مثلنا» . وفي الكافي «ليبلغنا» .

6.. في «س» و «ه» : «خرجوا» .

7.. رواه عن غير محمّد بن المثنّى : الكافي : ۸ / ۳۷۵ / ۵۶۳ عن صفوان ، عن ذريح وليس فيه إلاّ الأشعار مع اختلاف كثير .


الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
258

فقال: نُزع ثلاثةَ أيّام فغسّله أهله، ثمّ حملوه إلى مصلاّه، فمات فيه ۱.

۳۴۸.۲۱. قال۲: وذُكر سهل بن حنيف۳، فقال: كان من النقباء، فقلت له: من نقباء نبيّ اللّه‏ الاثني عشر؟ فقال: نعم، كان من الذين اختيروا من السبعين، فقلت له: كُفَلاءُ على قومهم؟ فقال: نعم، إنّهم رجعوا وفيهم دم، فاستنظروا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى قابل، فرجعوا ففرغوا من دمهم واصطلحوا، وأقبل النبيّ عليه‏السلام معهم.۴

۳۴۹.۲۲. وذُكر سهل۵، فقال أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام: ما سبقه أحد من قريش، ولا من الناس بمنقبة، وأثنى عليه، وقال:
لمّا مات جزع أميرالمؤمنين۷ جزعا شديدا، وصلّى عليه خمس صلوات، وقال:
لو كان معي جبل۶، لاَِرْفَضَّ.۷

۳۵۰.۲۳. وذُكر يومُ بدر، فقال:
هو «[يوم] الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ»۸ وهو اليوم الذي فرّق اللّه‏ [فيه] بين الحقّ والباطل، وإنّما كان قبل ذلك‏اليوم۹ هذا كذا ـ ووضع كفّيه أحدَهما على‏الآخر۱۰ ـ

1.. رواه عن غير محمّد بن المثنّى : الكافي : ۳ / ۱۲۵ / ۱ ، رجال الكشّي : ۱ / ۲۰۵ / ۸۵ كلاهما عن الحسين بن عثمان وص ۲۰۱ / ۸۳ ، تهذيب الأحكام : ۱ / ۴۶۵ / ۱۵۲۱ كلاهما عن عبد اللّه‏ بن المغيرة وكلّها عن ذريح ، بحار الأنوار : ۸۱ / ۲۳۷ / ۱۷ عن كتاب محمّد بن المثنّى .

2.. لم يرد «قال» في «س» و «ه» .

3.. سهل بن حنيف أنصاري عربي من أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وعليّ عليه‏السلام وكان واليه على المدينة ، وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام ، ومن شرطة الخميس ، ومن النقباء ، ومن الاثني عشر الذين أنكروا على أبيبكر . وروى الكشّي عدّة روايات في مدحه . معجم رجال الحديث : ۸ / ۳۳۵ / ۵۶۲۶ .

4.. بحار الأنوار : ۸۱ / ۳۷۶ / ۲۵ عن كتاب محمّد بن المثنّى وليس فيه ذيله .

5.. في «ح» : «سهلاً» .

6.. في «م» : «حبل» . وفي النسخ الخطّيّة ذكروا هذا الحديث في ضمن الحديث السابق وتجزئته كانت من قبلنا .

7.. بحار الأنوار : ۸۱ / ۳۷۶ / ۲۵ عن كتاب محمّد بن المثنّى .

8.. الأنفال ۸ : ۴۱ .

9.. لم يرد «ذلك اليوم» في «س» و «ه» .

10.. والظاهر أنّ المقصود أنّهما كانا مجتمعين .

  • نام منبع :
    الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
    سایر پدیدآورندگان :
    ضیاء الدین محمودى
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3754
صفحه از 428
پرینت  ارسال به