11
الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة

الأحاديث المرويّة من طريق أهل البيت عليهم‏السلام المستمدّة من مدينة العلم النبويّ، ما يزيد على ستّة آلاف وستّمائة كتاب مذكورة في كتب الرجال، على ما ضبطه الشيخ محمّد بن الحسن ابن الحرّ العاملي في آخر الفائدة الرابعة من وسائله، وأخذه من التراجم لأصحاب المؤلفات، فجمع ما ذكره الرجاليّون لكلّ واحد، فكان بهذا المقدار...»۱.

الاُصول الأربعمائة

قال في الأعيان: «... وامتاز من بين هذه الستّةِ الآلاف والستّمائة الكتاب أربعمائةُ كتاب عرفت عند الشيعة بالاُصول الأربعمائة. [قال ابن شهرآشوب۲:] قال الشيخ المفيد: صنّف الإمامية من عهد أمير المؤمنين عليه‏السلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري عليه‏السلام أربعمائة كتاب تسمّى الاُصول. قال: فهذا معنى قولهم: له أصل.

[أقول: هذا الكلام يوحي بأنّ هذا المفهوم كان مبهماً حتّى في تلك الأعصار].

وقال الطبرسي في كتاب إعلام الورى: صُنّف من جوابات الصادق عليه‏السلام في المسائل أربعمائة كتاب معروفة تسمّى الاُصول، رواها أصحابه وأصحاب أبيه موسى.

وقال المحقّق في المعتبر: كُتب من أجوبة مسائل جعفر بن محمّد أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف سمّوها اُصولاً. ومثله في الذكرى، إلاّ أنّه لم يقل: سمّوها اُصولاً.

ويدلّ كلام المفيد السابق على أنّ الاُصول الأربعمائة مرويّة عن جميع الأئمّة، وكلام الطبرسي والمحقّق والشهيد على أنّها مرويّة عن الإمام الصادق خاصّة. ويمكن الجمع بالتعدّد، فهناك اُصول أربعمائة مرويّة عن جميع الأئمّة، واُخرى مرويّة عن الصادق خاصّة»۳.

1.. أعيان الشيعة : ج۱ ، ص۱۴۰.

2.. معالم العلماء : ص۳.

3.. أعيان الشيعة : ج۱ ، ص۱۴۰.


الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
10

التي يتصوّر أنّها مفقودة كانت ولا تزال موجودة في مصادرنا الحديثية المهمّة، فيجب على أهل الجدّ دراستها والنظر فيها وإحياؤها بنشرها في مجامعنا العلمية، فضعف علم الحديث كان له آثار سلبية كثيرة.

ومن المسائل التي أشرنا إليها والتي أحاط بها الغموض عند المتأخّرين هي وضع كتب الحديث واُصوله في العصور الاُولى ـ وبالأخصّ في عصور الأئمّة عليهم‏السلام ـ حيث كانت واضحة في تلك الأعصار، ثمّ اختلفت الآراء فيها بعد ذلك، ومن جملتها مفهوما «الكتاب» و«الأصل» الوارد ذكرهما في فهارس القدماء، فما يعني قولهم: «له أصل» أو «له كتاب»؟ وهل يوجد ثمّة فرق بين مفهومي «الأصل» و«التصنيف» أم هما متّحدان؟ فقد كثر الكلام في ذلك بتحليلات علمية معمّقة، لكنها في الوقت ذاته مملّة ولا طائل من ورائها ؛ لذا رجّحنا عدم إيرادها هنا. وعلى هذا فليس من الإنصاف أن نوجّه اللوم إلى علمائنا أو ننسب إليهم التقصير في ذلك، بل تلك البحوث بأجمعها إنّما كانت بسبب تباعدهم عن تلك العصور تباعدا أدّى إلى غياب قرائن العلم والمعرفة وخفائها عنهم، فلم تصل إلى أيديهم عيّنات ملموسة كي يتكلّموا بخصوصها ؛ لذا كان أغلبها كلمات حدسية غير مستندة إلى مصاديق خارجية. ومن أراد الاطّلاع عليها أكثر فليراجع مقدّمة كتاب أعيان الشيعة وكتاب مقباس الهداية، والكتب التي تطرّقت إلى هذه المسائل.

على أنّ هذه المجموعة من الاُصول تدفع أكثر هذه الاحتمالات والشكوك، فمن خلال إجالة النظر والتتبّع فيها يتّضح العديد من المسائل والنكات الغامضة والمستورة عن أهل النظر حول متقدّمي أصحابنا، وكذلك يتّضح الكثير من معاني الاصطلاحات المذكورة في فهارس المتقدّمين ـ كفهرس النجاشي ـ والتي بقيت مبهمة ومجهولة طوال قرون مديدة.

قال السيّد الأمين رحمه‏الله في الأعيان: «وصنّف قدماء الشيعة الإثني عشرية المعاصرين للأئمّة من عهد أمير المؤمنين عليه‏السلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري عليه‏السلام في

  • نام منبع :
    الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
    سایر پدیدآورندگان :
    ضیاء الدین محمودى
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3510
صفحه از 428
پرینت  ارسال به