75
الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة

المكرّرات التي وردت في اُصول اُخرى، ورووها بطرق تمتاز عن طرق بعض هذه الاُصول من حيث الراوي وقلّة الوسائط.

وأحاديث هذا الكتاب ـ على قلّتها ـ كانت من الأهمّية بحيث رواها كبار الأصحاب عن ابن أبي عمير، ورواية فقيه نظير ابن أبي عمير لهذا الكتاب تكفيه أهميّة وقدرا۱.

ثمّ إنّ كلّ ما جاء في كتب الأخبار بعنوان خلاّد السندي يتطابق مع ما يوجد هنا في كتاب خلاّد ولا يوجد غيره إلاّ مورد واحد ـ وربّما موردان ـ وهو أيضا من طريق ابن أبي عمير، فيحتمل أنّه كان موجودا في كتابه ثمّ اُسقط منه بعد ذلك، ويحتمل أنّه اُخذ من ابن أبي عمير مباشرة من غير هذه المجموعة، ويحتمل وجود مجموعة اُخرى له من طريق ابن أبي عمير لم تصل إلى أكثر الأصحاب، وله نظير في كتب الأخبار الاُخرى.

كتاب حسين بن عثمان

رواية ابن أبي عمير

قال في البحار: «وكتاب الحسين بن عثمان، النجاشيّ ذكر إليه سنداً، ووثّقه الكشّي وغيره. والسند في ما عندنا من النسخة القديمة: عن التلعكبريّ، عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد اللّه‏ المحمّديّ، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان بن شريك»۲.

وقال النجاشيّ: «الحسين بن عثمان بن شريك بن عديّ العامريّ الوحيدي، ثقة، روى عن أبي عبد اللّه‏ وأبي الحسن عليهماالسلام، ذكره أصحابنا في رجال أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام. له كتاب تختلف الرواية فيه، فمنها ما رواه ابن أبي عمير، أخبرناه إجازةً محمّد بن جعفر،

1.. ويمكنك التعرّف أكثر على مكانة خلاّد من خلال مراجعة الرواة الذين رووا عنه .

2.. بحار الأنوار : ج۱ ، ص۴۵ .


الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
74

بن خالد»، ورابعة بـ «خلاّد بن عيسى»، وخامسة بـ «خلاّد» مطلقا من دون ذكر مميّز له، كما في كثير من الروايات. وهذا الاُسلوب ربّما سبّب للمتأخّرين العديد من المشاكل في تمييزه وتشخيصه ؛ فمنهم من تصوّر أنها أسماء لرواة متعدّدين، وكثير منهم حكم على مثل هذه الروايات الموجودة في الكتب الأربعة وغيرها بأنّها مجهولة، ومنهم من أسقط روايته عن الاعتبار والحجّية، وبهذا الشكل يحرمون أنفسهم من كثير من الأحاديث الصحيحة.

ثمّ إنّ هذا الكتاب هو من منتخبات ابن أبي عمير من كتاب خلاّد، وليس جميع روايته ؛ لأنّه من المستبعد جدّا أن يكون شخص راوياً للحديث وكتابه بهذا العدد القليل من الرواية. وهذا المنتخب تداوله فقهاء الأصحاب من طريق ابن أبي عمير. والظاهر أنّ انتخاب بعض الأحاديث كان أمرا متداولاً بين فقهاء المحدّثين، حيث كانوا ينتخبون الأحاديث التي كانت محطّ أنظار الفقهاء ومورد اهتمامهم، وكانوا يثبتونها في جزء خاصّ باسم راويه.

ويبدو أنّ تلقيبه بالسنديّ أيضا كان من فعل ابن أبي عمير لمناسبة خاصّة ولم يكن هذا اللقب معروفاً، ولم يطلقه عليه شخص آخر، ولم يعرف به من قِبل الجمهور ؛ ولذا نرى النجاشي ـ بالرغم من تضلّعه واقتراب عصره منه تقريبا ـ يحتمل أن يكون السنديّ هو خلاّد بن خالد. وهذا العمل له نظائر عديدة، فكثير من العلماء يلقّبون بعض الأشخاص بألقاب ليست معروفة ؛ وذلك لمناسبة خاصّة.

ويمكن القول: إنّ الاُصول المختصرة الموجودة في هذه المجموعة هي أيضا قد لخّصت وانتخبت لأغراض خاصّة ـ ككون رواياتها منفردة في المعنى، أو فيها إضافات ومميّزات غير مذكورة في الروايات الاُخرى، أو لم ترد من طريق آخر ـ فإنّه توجد أحيانا روايات اُخرى لأصحاب هذه الاُصول لم تُذكر في اُصولهم هنا، والروايات التي يرويها بعضهم قد تزيد بكثير عمّا هو موجود في الأصل، ثمّ بعد ذلك قام فقهاء المحدّثين بتنقيح هذه الاُصول من المتعارضات والمكرّرات، خصوصا

  • نام منبع :
    الأصول الستة عشر من الأصول الأولیة
    سایر پدیدآورندگان :
    ضیاء الدین محمودى
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3607
صفحه از 428
پرینت  ارسال به