راجع: نهج الذكر: ج ۱ ص ۱۴۴ ح ۴۷۱.
۵ / ۲۳
نُزولُ المَلائِكَةِ
۲۳۴.رسول اللّه صلّی الله علیه و آله: إنَّ المَلائِكَةَ يَمُرّونَ عَلیٰ حَلَقِ الذِّكرِ، فَيَقومونَ عَلیٰ رُؤوسِهِم، ويَبكونَ لِبُكائِهِم، ويُؤمِّنونَ لِدُعائِهِم، فَإِذا صَعِدوا [إلَى]۱ السَّماءِ، يَقولُ اللّهُ تَعالیٰ: يا مَلائِكَتي أينَ كُنتُم؟ ـــ وهُوَ أعلَمُ ـــ فَيَقولونَ: يا رَبَّنا إنّا حَضَرنا مَجلِساً مِن مَجالِسِ الذِّكرِ، فَرَأَينا أقواما يُسَبِّحونَكَ ويُمَجِّدونَكَ ويُقَدِّسونَكَ، ويَخافونَ نارَكَ.
فَيَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ: يا مَلائِكَتي، اِزوُوها عَنهُم، واُشهِدُكم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم، وآمَنتُهُم مِمّا يَخافونَ. فَيَقولونَ: رَبَّنا، إنَّ فيهِم فُلاناً وإنَّهُ لَم يَذكُركَ! فَيَقولُ: قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجالَسَتِهِ لَهُم؛ فَإِنَّ الذّاكِرينَ مَن لا يَشقیٰ بِهِم جَليسُهُم.۲
۲۳۵.عنه صلّی الله علیه و آله: إنَّ لِلهِ مَلائِكَةً يَطوفونَ فِي الطُّرُقِ يَلتَمِسونَ أهلَ الذِّكرِ، فَإِذا وَجَدوا قَوماً يَذكُرونَ اللّهَ تَنادَوا: هَلُمُّوا إلیٰ حاجَتِكُم؛ فَيَحُفُّونَهُم بِأَجنِحَتِهِم إلَى السَّماءِ الدُّنيا.
فَيَسأَ لُهُم رَبُّهُم ـــ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم ـــ: ما يَقولُ عِبادي؟ تَقولُ: يُسَبِّحونَكَ، ويُكَبِّرونَكَ، ويَحمَدونَكَ، ويُمَجِّدونَكَ. فَيَقولُ: هَل رَأَوني؟ فَيَقولونَ: وَاللّهِ ما
رَأَوكَ! فَيَقولُ: وكَيفَ لَو رَأَوني؟ يَقولونَ: لَو رَأَوكَ كانوا أشَدَّ لَكَ عِبادَةً، وأشَدَّ لَكَ تَمجيداً، وأكثَرَ لَكَ تَسبيحاً. يَقولُ: فَما يَسأَلونَني؟ [يَقولونَ:۳] يَسأَلونَكَ الجَنَّةَ. يَقولُ: وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ: لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها، يَقولُ: فَكَيفَ لَو أنَّهُم رَأَوها؟ يَقولونَ: لَو أنَّهُم رَأَوها كانوا أشَدَّ عَلَيها حِرصاً، وأشَدَّ لَها طَلَباً، وأعظَمَ فيها رَغبَةً. قال: فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ يَقولونَ: مِنَ النَّارِ. يَقولُ: وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ: لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها، يَقولُ: فَكَيفَ لَو رَأَوها؟ يَقولونَ: لَو رَأَوها كانوا أشَدَّ مِنها فِراراً، وأشَدَّ لَها مَخافَةً.
فَيَقولُ: فَاُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم. يَقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فيهِم فُلانٌ لَيس مِنهُم، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ! قالَ: هُمُ الجُلَساءُ لا يَشقیٰ بِهِم جَليسُهُم.۴
1.. مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار.
2.. عدّة الداعي: ص۲۴۱، أعلام الدين: ص۲۸۰، إرشاد القلوب: ص۶۱، بحار الأنوار: ج۷۵ ص۴۶۸ ح۲۰.
3.. سقط ما بين المعقوفين من المصدر، وأثبتناه من المصادر الاُخریٰ.
4.. صحيح البخاري: ج ۵ ص ۲۳۵۳ ح ۶۰۴۵، صحيح مسلم: ج ۴ ص ۲۰۶۹ ح ۲۵.