95
مكاتيب الأئمّة ج3

توبيخه على قتل حجر

وأصحابه

۰.ألستَ قاتِلَ حُجرٍ ، وَأَصحابِهِ العابِدينَ المُخبِتينَ ، الَّذينَ كانوا يَستَفظِعونَ البِدَعَ ، ويَأمُرونَ بِالمَعروفِ ، وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ، فَقَتَلتَهُم ظُلماً وَعُدواناً ، مِن بَعدِ ما أعطَيتَهُمُ المَواثِيقَ الغَليظَةَ ، والعُهودَ المُؤَكَّدَةَ ، جَراءَةً علَى اللّه ِ وَاستِخفافاً بِعَهدِهِ .

تعجّبه عليه السلام من استلحاق زياد

۰.أوَ لستَ بِقاتِلِ عَمرو بنِ الحَمِقِ ، الَّذي أَخلَقَت وأَبلَت وَجهَهُ العِبادَةُ ، فَقَتَلتَهُ مِن بَعدِ ما أَعطَيتَهُ مِنَ العُهودِ ما لَو فَهِمتَهُ العُصَمُ ، نَزلَت مِن شُعَفِ الجِبالِ .
أوَ لستَ المُدَّعي زِياداً في الإسلامِ ۱ ، فَزَعَمتَ أنَّهُ ابنُ أبي سُفيانَ ، وَقَد قَضى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أنَّ الوَلَدَ لِلفِراشِ ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ ؛ ثُمَّ سَلَّطتَهُ علَى أهلِ الإسلامِ ، يَقتُلُهُم ويُقَطِّعُ أَيدِيَهُم وَأَرجُلَهُم مِن خِلافٍ ، ويصلبهم على جذوع النَّخل .
سُبحانَ اللّه ِ يا مُعاوِيَةُ ! لَكَأنَّكَ لَستَ مِن هذهِ الأُمَّةِ ، وَليسوا مِنكَ .

1. يريد زياد بن أبيه ، حيث استلحقه معاوية ، وجعله أخيه ، وسمَّاه زياد بن أبي سفيان ، وكان أبو سفيان قد أنكر أنَّه ابنه من سميَّة (انظر ما ذكره المسعودي في مروج الذّهب : ج ۳ ص ۷) .


مكاتيب الأئمّة ج3
94

قال : فلمَّا قرأ معاوية كتاب الحسين عليه السلام ، قال : لقد كان في نفسه ضبّ ۱ عليَّ ما كنت أشعر به .
فقال له ابنه يزيد ، وعبداللّه بن أبي عمر بن حفص ۲ : أجبه جواباً شديداً تصغر إليه نفسه ، وتذكر أباه بأسوأ فعله وآثاره .
فقال : كلاَّ ، أرأيتما لو أنِّي أردت أنْ أعيب عليَّاً محقّاً ما عسيت أنْ أقول ، إنَّ مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل ، وما لا يعرف النَّاس ، ومتى عبت رجلاً بما لا يعرف النَّاس لم يحفل به صاحبه ، ولم يره شيئاً ، وما عسيت أنْ أعيب حسيناً ، وما أرى للعيب فيه موضعاً ، ألا إنِّي قد أردت أنْ أكتب إليه ، وأتوعَّده وأهدده ، وأجهله ، ثمَّ رأيت أنْ لا أفعل .
قال : فما كتب إليه بشيء يسوؤه ، ولا قطع عنه شيئاً كان يصله به ، كان يبعث إليه في كلّ سنة ألف ألف درهم ، سوى عروض وهدايا من كلّ ضرب ۳ . ۴
نصّ الكتاب على رواية الإمامة والسِّياسة :

في تكذيب الوشاة به عليه السلام

۰.أمَّا بَعدُ ؛ فَقَد جاءَني كِتابُكَ تَذكُرُ فيهِ أنَّهُ انتَهَت إِلَيكَ عَنِّي أُمورٌ ؛ لَم تَكُن تَظُنُّني
بِها ، رَغبَةً بي عَنها ، وَإنَّ الحَسناتِ لا يَهدي لها ، ولا يُسَدِّد إِلَيها إلاَّ اللّه ُ تَعالى ، وَأمَّا ما ذَكَرتَ أنَّهُ رُقِيَ إِلَيكَ عَنِّي ، فَإنَّما رَقَّاه المَلاَّقُونَ ، المَشاؤُونَ بالنَّمِيمَةِ ، المُفَرِّقونَ بَينَ الجَمعِ ، وكَذِبَ الغَاوونَ المارِقُونَ ، ما أَرَدتُ حَرباً وَلا خِلافاً ، وَإنِّي لَأَخشى للّه ِ في تَركِ ذلِكَ ، مِنكَ وَمِن حِزبِكَ ، القاسِطينَ المُحِلِّينَ ، حزِبِ الظَّالِمِ ، وأَعوانِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ .

1. الضبّ : الحقد (المصباح المنير : ص ۳۵۷) .

2. عبداللّه بن عمرو بن العاص .

3. وفي نسخة : «عرض» .

4. الاحتجاج : ج ۲ ص ۸۹ ـ ۹۳ ح ۱۶۴ وراجع : رجال الكشي : ج ۱ ص ۲۵۲ ، دعائم الإسلام : ج ۲ ص ۱۳۱ ح ۴۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۱۲ وج۶۶ ص ۴۹۵ ح ۴۱ ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۷ ، تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام الحسين : ص ۱۹۸ ،الإمامة والسّياسة : ج ۱ ص ۲۰۱ ، البداية والنّهاية : ج ۸ ص ۱۶۲.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17732
صفحه از 340
پرینت  ارسال به