۱۲
كتابُه عليه السلام إلى زياد
يفضح فيه نسبه
۰.وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثةَ لهما :مِنَ الحَسَنِ بنِ فاطِمَةَ إلى زيادِ بنِ سُمَيَّةَ :
أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : الوَلَدُ لِلفراشِ ، وَللعاهِرِ الحَجَرُ ؛ وَالسَّلام .
فلمَّا قرأ معاويةُ كتابَ زياد إلى الحسن ضاقت به الشَّام ، وَكتب إلى زياد :
أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ الحسنَ بنَ عليٍّ بعثَ إليَّ بكتابِكَ إليهِ جَواباً عَن كتابٍ كتبهُ إليكَ في ابن سَرْحٍ ؛ فَأَكثرتُ العَجَبَ مِنكَ ، وَعَلِمتُ أنَّ لكَ رأيْينِ :
أحدُهُما مِن أبي سُفْيانَ ، والآخرُ مِن سُمَيَّةَ ، فَأمَّا الَّذي مِن أبي سُفْيانَ فحِلْمٌ وحَزْمٌ ، وأمَّا الَّذي مِن سُمَيَّةَ ، فَما يكونُ مِن رأي مثلها! مِن ذلِكَ كتابُكَ إلى الحَسَنِ تَشتُم أباه ، وتُعرِّض لَهُ بالفِسقِ ، وَلَعَمرِي إنَّك الأوْلى بالفِسقِ مِن أبيهِ .
فَأمَّا أنَّ الحسَنَ بدأ بِنَفسهِ ارتفِاعاً عَلَيكَ ، فَإنَّ ذلِكَ لا يَضعُكَ لو عَقِلتَ ، وَأمَّا تَسلُّطُهُ عَلَيكَ بالأَمرِ فَحَقٌّ لِمِثلِ الحَسَنِ أنْ يتسلَّطَ .
وَأمَّا تَركُكَ تَشفيعَهُ فيما شفَعَ فيهِ إليكَ ، فَحَظٌّ دَفَعتَهُ عَن نَفسِكَ إلى مَن هُو أولى بهِ مِنكَ . فَإذا ورَدَ علَيكَ كِتابي فَخَلِّ ما في يَديكَ لِسَعيدِ بنِ أبي سَرْحٍ ، وابنِ لَهُ دارَهُ ، واردُد عَلَيهِ مالَهُ ، وَلا تعرَّض لَهُ .
فَقَد كَتبتُ إلى الحَسَنِ أنْ يخيّرهُ ، إنْ شاءَ أقامَ عِندَهُ ، وَإنْ شاءَ رَجَعَ إلى بَلَدِهِ ، وَلا سُلطانَ لَكَ عَلَيهِ لا بِيدٍ وَلا لِسانٍ .
وَأمَّا كتابُك إلى الحَسَنِ باسمِهِ واسمِ أمِّهِ ، وَلا تَنسُبُهُ إلى أبيهِ ، فَإنَّ الحسَنَ وَيحك! مَن يُرمَى بهِ الرَّجَوان ۱ ؟ وإلى أيِّ أمّ وكَلْتهُ لا أمَّ لَكَ ! أما عَلِمتَ أنَّها فاطِمَةُ بنتُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَذاكَ أفخَرُ لَهُ لَو كنتَ تَعلَمُهُ وتَعقِلُهُ!
وكتب في أسفل الكتاب شعراً من جملته :
أمَا حَسَنٌ فابنُ الَّذي كان قبلَهُإذا سار سارَ الموتُ حيث يسيرُ
وهَل يَلِدُ الرِّئْبال إلاَّ نظيرَهُوَذا حَسَنٌ شِبْهٌ لَهُ وَنظيرُ
وَلكنَّه لو يُوزَنُ الحِلمُ والحِجابِأمرٍ لقالوا يَذبلٌ وَثَبيرُ ۲