الفصل الثالث :مكاتيبه عليه السلام من الصُّلح حتّى الاستشهاد
۹
كتابُه عليه السلام إلى معاوية
في الصُّلح وشروطه
۰.وَمِن كلامِهِ عليه السلام ما كَتبهُ في كتابِ الصُّلحِ الَّذي اسْتَقَرَّ بَينَهُ وَبَينَ مُعاوِيَةَ ، حَيثُ رأى حَقنَ الدِّماءِ وإطفاءَ الفِتنَةِ ، وَهُو :بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
هذا ما صالَحَ ۱ عَلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ ، صالَحَهُ عَلى :
(أوَّلاً) : أنْ يُسَلِّمَ إلَيهِ وِلايَةَ أمرِ المُسلِمينَ ۲ عَلى أنْ يَعمَلَ فِيهِم بِكتابِ اللّه ِ تَعالى ، وسُنَّةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَسيرَةِ الخُلَفاءِ الرَّاشدينَ ۳ .
(ثانياً) : وَلَيسَ لِمُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ أنْ يَعهَدَ إلى أَحَدٍ مِن بَعدِهِ عَهداً ، بَل يَكونُ الأَمرُ مِن بَعدِهِ شورى بَينَ المُسلِمينَ .
(ثالثاً) : وَعَلى أنَّ النَّاسَ آمِنونَ حَيثُ كانوا مِن أَرضِ اللّه ِ ، شامِهِم ، وَعِراقِهِم ، وحِجازِهِم ، وَيَمَنِهِم ۴ .
(رابعاً) : وَعَلى أنَّ أصحابَ عَلِيٍّ وَشيعَتِهِ آمِنونَ عَلى أَنفُسِهِم ، وَأَموالِهِم ، وَنسائِهِم ، وأَولادِهِم .
وَعَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ بِذلِكَ عَهدُ اللّه ِ وَميثاقُهُ ، وَما أخَذَ اللّه ُ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِهِ بالوَفاءِ بِما أَعطى اللّه َ مِن نَفسِهِ .
(خامساً) : وَعَلى أنْ لا يَبغي لِلحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، وَلا لِأَخيهِ الحُسَينِ ، وَلا لِأَحَدٍ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله غائِلَةً سِرَّاً وَلا جَهراً،وَلا يُخيفُ أحَدَاً مِنهُم في أُفُقٍ مِنَ الآفاقِ.
شَهِدَ عَلَيهِ بِذلِكَ ۵ ، وَكَفى بِاللّه ِ شَهيداً ؛ فُلانٌ وفلان ، وَالسَّلامُ .
1. في الفتوح : «اصطلح» بدل «صالح» .
2. في الفتوح : «المؤمنين» بدل «المسلمين» .
3. في الفتوح والأنساب : «الصّالحين» بدل «الراشدين» .
4. في الفتوح : «تهامهم» بدل «يمنهم» .
5. وفي الفتوح : ( شهد على ذلك ، عبد اللّه بن نوفل بن الحارث ، و عمر بن أبي سلمة ، وفلان وفلان) بدل (شهد عليه بذلك ، وكفى باللّه شهيداً ؛ فلان وفلان ، والسَّلام) ، وفي الأنساب : ( شهد عبد اللّه بن الحارث ، و عمرو بن سلمة) بدل ( شهد عليه بذلك ، وكفى باللّه شهيداً ؛ فلان وفلان ، والسَّلام) .