31
مكاتيب الأئمّة ج3

مكاتيب الأئمّة ج3
30

۶

كتابُه عليه السلام إلى أهل الكوفة

بعد نقضهم العهد

۰.روى الحارثُ الهمدانيّ ۱ قال : لمَّا مات عليٌّ عليه السلام ، جاء النَّاس إلى الحسن بن
عليّ عليهماالسلام فقالوا له : أنتَ خليفة أبيك ، ووصيُّه ، ونحنُ السَّامعون المطيعون لك ، فمرنا بأمرك .
قال عليه السلام :
كذبتم ، واللّه ، ما وفيتم لمَن كان خيراً منِّي فكيف تفون لي؟! أو كيف أطمئنّ إليكم؟ ولا أثق بكم . إن كنتم صادقين فموعد ما بيني وبينكم معسكر المدائن ، فوافوني هناك .
فركب ، وركب معه مَن أراد الخروج ، وتخلَّف عنه خلقٌ كثير لم يفوا بما قالوه ، وبما وعدوه ، وغرّوه كما غرّوا أمير المؤمنين عليه السلام من قبله . فقام خطيباً وقال :
قد غَرَرتُموني كما غَرَرتُم مَن كانَ قَبلي ، مَعَ أيِّ إمامٍ تُقاتِلونَ بَعدي! مَعَ الكافِرِ الظَّالِمِ ، الَّذي لَم يُؤمِن باللّه ِ ، وَلا بِرَسولِهِ قَطُّ ، وَلا أظهَرَ الإسلامَ هُو وَلا بَنو أمَيَّةَ إلاَّ فَرَقاً ۲ مِنَ السَّيفِ؟! وَلو لَم يَبقَ لِبني أُمَيَّة إلاَّ عَجوزٌ دَرداءُ ۳ لَبَغَت دِينَ اللّه ِ عِوَجاً ، وهَكذا قالَ رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .

1. الحارِثُ الهَمْدانِيّ هو الحارث بن عبد اللّه بن كعب الأعور الهَمْدانيّ الكوفيّ ، أبو زهير . كان من أصحاب الإمام عليّ (راجع : رجال الطّوسي : ص ۶۰ الرّقم ۵۱۳ ؛ المحبّر : ۳۰۳) والإمام الحسن عليهماالسلام(رجال الطّوسي : ص ۹۴ الرّقم۹۲۷ ) ومن الشّيعة الاُوَل (سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۱۵۳ الرّقم ۵۴ ؛ الجمل : ۱۰۹) ، كثير العلم (سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۱۵۲ الرّقم ۵۴) ، من أفقه النّاس وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، تعلّم الفرائض من الإمام عليّ عليه السلام (تهذيب الكمال : ج ۵ ص ۲۵۲ الرّقم ۱۰۲۵ ، تهذيب الّتهذيب : ج ۱ ص ۴۷۱ الرّقم ۱۲۱۰ ، سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۱۵۳ الرّقم ۵۴) . كان من وجوه النّاس بالكوفة ، ومن الّذين ثاروا على عثمان ، وطالبوا بعزل سعيد بن العاص (تاريخ الإسلام للذهبيّ : ج ۳ ص ۴۳۰ ) . وممّن سيّرهم عثمان (وقعة صفّين : ص ۱۲۱ ) . توفّي سنة ۶۵ ه بالكوفة (سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۱۵۵ الرّقم ۵۴ ، ميزان الاعتدال : ج ۱ ص ۴۳۷ الرّقم ۱۶۲۷ ) . . الطّبقات الكبرى عن علباء بن أحمر : إنّ عليّ بن أبي طالب خطب النّاس فقال : من يشتري علما بدرهم ؟ فاشترى الحارث الأعور صحفا بدرهم ، ثمّ جاء بها عليّا ، فكتب له علما كثيرا ، ثمّ إنّ عليّا خطب النّاس بعد فقال : يا أهل الكوفة ! غلبكم نصف رجل (الطّبقات الكبرى : ج ۶ ص ۱۶۸ ، سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۱۵۳ الرّقم ۵۴ نحوه ) . وفي شرح الأخبار عن أبي الحجاف : بلغني أنّ الحارث أتى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ليلاً ، فقال له : يا حارث ما جاء بك هذه السَّاعة ؟ فقال : حبّك يا أمير المؤمنين . قال : واللّه ما جاء بك إلاّ حبّي ؟ قال : واللّه ما جاء بي إلاّ حبّك . قال عليه السلام : فأبشر يا حارث ، لن تموت نفس تُحبّني إلاّ رأتني حيث تحبّ ، واللّه لا تموت نفس تبغضني إلاّ رأتني حيث تبغضني (شرح الأخبار : ج ۳ ص ۴۵۱ الرّقم ۱۳۲۰ وراجع : الأمالي للمفيد : ص ۲۷۱ ) . الأمالي للمفيد عن جميل بن صالح : أنشدني أبو هاشم السّيّد الحميريّ (هو إسماعيل بن محمّد الحميري ، لُقّب بـ السيّد ولم يكن علويّا ولا هاشميّا) : قولُ عليٍّ لحارثٍ عَجَبٌكَم ثَمَّ اُعجوبةٌ لَهُ حَمَلا يا حارِ همدانَ مَن يمُت يَرَنيمِن مُؤمنٍ أو منافقٍ قُبُلا يَعرِفُني طَرفُهُ وَأَعرِفهُبِنَعتِهِ واسمِهِ وَما عَمِلا وَأنتَ عِندَ الصّراطِ تَعرِفُنيفَلا تَخَف عَثرَةً وَلا زَلَلا أسقيك من باردٍ على ظماٍتَخالُهُ فِي الحلاوَةِ العَسَلا أَقولُ للنّارِ حينَ تُوقَفُ لِلعَرضِ دَعيهِ لا تَقرَبي الرَّجُلا دَعيهِ لا تَقربيهِ إنَّ لَهُحَبلاً بِحَبلِ الوَصِيِّ مُتَّصِلا (الأمالي للمفيد : ص ۷ ح ۳ ، الأمالي للطوسيّ : ص ۶۲۷ ح ۱۲۹۲ ، بشارة المصطفى : ص ۵ ) .

2. فرق : جزع و اشتد خوفه .

3. الدّرداء : الّتي سقطت أسنانها كلّها .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17923
صفحه از 340
پرینت  ارسال به