۲۹
وصيّته عليه السلام لخَيْثَمَة
۰.محمّد بن يحيَى عن أحمدَ بن محمّد بن عيسَى عن عليّ بن النُّعْمان عن ابن مُسْكان عن خَيْثَمَة ۱ قال : دخلْت على أبي جعفر عليه السلام أُوَدِّعُه ، فقال : يا خَيْثَمةُ أبلِغْ مَن ترَى مِن مَوالينا السَّلامَ ، وَأوْصِهِم بِتَقوَى اللّه ِ العَظِيم ، وأنْ يعود غَنِيُّهُم على فَقيرِهِم ، وَقَوِيُّهُم على ضَعيفِهِم ، وأنْ يَشهَدَ حَيُّهُم جِنازَةَ مَيِّتِهِم وأنْ يَتَلاقَوْا في بُيُوتِهِم ، فإنَّ لُقيا بَعضِهِم بَعضاً حَياةٌ لِأَمرِنا ، رَحِمَ اللّه ُ عَبداً أحيا أمرَنا .
يا خَيْثَمَةُ أبلِغْ مَوالينا ، أنَّا لا نُغْني عَنهُم مِنَ اللّه ِ شَيئاً إلاّ بِعَمَلٍ ، وَأنَّهُم لَن يَنالوا وَلايتَنا إلاّ بالوَرَعِ ، وأنَّ أشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً يَومَ القِيامَةِ مَن وَصَفَ عَدْلاً ثُمَّ خالَفَهُ إلى غَيْرِهِ . ۲
1. خيثمة
في رجال الطوسي : خيثمة بن عبد الرّحمان الجعفيّ الكوفيّ ، أبو عبد الرّحمان . (ص ۱۳۳ الرقم۱۳۸۶)
وفي رجال ابن داود : خيثمة ، بالخاء المعجمة المفتوحة والياء المثناة من تحت والثّاء المثلَّثة ، بن عبد الرّحمان الجعفيّ ، قريب الحال لأنّ العقيقيّ قال : (إنّه فاضل) وهو أمارة لعدالته .(ص۸۹ الرقم۵۷۷) .
وفي معجم رجال الحديث : خيثمة بن عبد الرّحمان الجعفيّ الكوفيّ : تقدّم عن النّجاشي في ترجمة بسطام بن الحصين : أنّه عمّ بسطام ، وكان وجهاً في أصحابنا وهو من بني أبي سبرة ، وعدّه الشّيخ في رجاله مع تكنيته بأبي عبد الرّحمان ، في أصحاب الباقر عليه السلام ، وبلا كنية في أصحاب الصادق عليه السلام . وعدّه البرقيّ ، في أصحاب الباقر عليه السلام . . . .وثاقته . . .لما ذكره النّجاشي من أنّ بسطاماً كان وجهاً في أصحابنا وأبوه وعمومته ، فإنّ توصيف عمومة بسطام بذلك مدح يقرُب من التّوثيق ، فإنّ كون رجُلٍ وَجهاً في الأصحابِ والرُّواةِ مرتبة عظيمة من الجلالة .(ج۷ ص ۸۲ الرقم۴۳۴۸) .
و في الرقم۴۳۴۳ و الرقم۴۳۴۴ قال : خيثمة بن عبد الرّحمان روى عن أبي جعفر عليه السلام ، وروى عنه عليّ بن عطيّة . . .وروى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، وروى الخشّاب عن بعض أصحابنا عنه . . .
قال النّجاشي : خيثمة لا يعرف بغير هذا ، كتابه رواية محمّد بن عيسى بن عبد اللّه الأشعريّ ، أخبرني عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن إدريس ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن خيثمة ، بكتابه .
أقول : تقدّم عن النّجاشي في ترجمة بسطام بن الحصين : أنّ خيثمةَ كان عَمَّه ، وأنّه كان وجهاً في أصحابنا ، وعليه فهو متّحد مع خيثمة بن عبد الرّحمان الجعفيّ الآتي ، ولذلك اعترض على النّجاشي بأنّه كيف قال : لايعرف بغير هذا . ولكنّ الصّحيح : أنّه غير ذلك وهو لاكتاب له ، ولأجله لم يذكره النّجاشيّ ولا الشّيخ في الفهرست وإنّما ذكره في رجاله ، ويدلّ على ما ذكرناه أنّ خيثمة بن عبد الرّحمان من أصحاب الباقر عليه السلام ، فيبعد أنْ يروي عنه محمّد بن عيسى الّذي هو من أصحاب الرّضا والجواد عليهماالسلام ، والّذي يسهّل الخطب أنّه لم يرد في الرّوايات ما يرويه محمّد بن عيسى ، عن خيثمة .
و فيالرّقم ۴۳۴۵ قال : خيثمة بن أبي خيثمة : روى محمّد بن يعقوب الكليني بسند قويّ ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فقال له سلاّم : إنّ خيثمة بن أبي خيثمة يحدّثنا عنك : أنّه سألك عن الإسلام ، فقلت له : إنّ الإسلامَ مَن استقبَلَ قِبلَتَنا وشهِدَ شَهادَتَنا ونَسَكَ نُسكَنا ووالى وَليَّنا وعادَى عَدُوَّنا فَهو مُسلِمٌ ، فقال عليه السلام : صدق خَيثمة ، قلت : وسألَكَ عن الإيمانِ . فَقُلتَ : الإيمانُ باللّه ِ والتّصديقُ بِكتابِ اللّه ِ ، وأن لا يُعصى اللّه ُ ، فقال عليه السلام : صدق خيثمة . (الكافي : ج ۲ ص ۳۸ ح ۵) .
قيل : إنّ تصديق الإمام عليه السلام إيّاه أعظم مدح يقرب من التّوثيق ولكنّه خطأ ، فإنّ التّصديق إنّما هو في قضية شخصيّة وكيف يكون ذلك مدحاً فضلاً عن التّوثيق ، إذا الرّجل مجهول الحال .
ولكنّ الظّاهر أنّ مراده هنا من خيثمة ، خيثمة بن عبد الرّحمان لا خيثمة بن أبي خيثمة .
2. الكافي :ج ۲ ص ۱۷۵ ح ۲ ، الدعوات : ص ۲۲۵ ح ۶۲۲ عن المفضل وفيه إلى «رَحِمَ اللّه ُ عَبداً أحيا أمرَنا» ، مشكاة الأنوار : ص ۹۶ ح ۲۱۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۳۴۳ ح ۲.