وكُتِبَ في المُحرَّم سَنَةَ ثلاثِ عَشرَةَ ومائةً ، وَوَقَّعَ فيهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ بِخَطِّ يدِهِ ،
وَختمَهُ بِخاتَمِهِ .
وَيُقال : إنّه هاشِميّ من هاشميّين ، وعلويّ من علويّين ، وفاطميّ من فاطميّين ، لأنّه أوّل ما اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهماالسلام . وكانت أُمُّه أُمَّ عبداللّه بنت الحسن بن عليّ . وكان عليه السلام أصدقَ النّاسِ لهجَةً ، وأحسنهم بَهجَةً ، وأبذَلَهُم مُهجَةً ۱ . ۲
1. في رجال الكشي :ـ في عبد الجبار بن المبارك النّهاونديـ : أبو صالح خالد بن حامد ، قال : حدّثني أبو سعيد الادميّ ، قال : حدّثني بكر بن صالح ، عن عبد الجبّار بن المبارك النّهاونديّ ، قال : أتيت سيدي سنة تسع ومأتين ، فقلت له : جعلت فداك إنّي رويت عن آبائك إنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام ، فقال : نعم . قلت : جعلت فداك فإنّه أتوا أبي في بعض الفتوح الّتي فتحت على الضّلال ، وقد تخلصت من الّذين ملكوني بسبب من الأسباب ، وقد أتيك مسترقاً مستعبدَاً ، فقال : قد قبلت . قال : فلمّا حضر خروجي إلى مكّة . قلت له : جُعِلتُ فداكَ إنّي قد حجَجتُ وتزوَّجتُ ومكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني لا شيء لي غيره ، فمرني بأمرك ، فقال لي : انصرف الى بلادك وأنت من حجّك وتزويجك وكسبك في حلّ . فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة ومأتين أتيته وذكرت العبوديّة الّتي ألزمتها فقال : أنت حرّ لوجه اللّه . قلت له : جعلت فداك اكتب لي عهدك ، فقال : تخرج إليك غداً فخرج إلي مع كتبي كتاب فيه : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، هذا كتاب من محمّد بن علي الهاشميّ العلويّ لعبد اللّه بن المبارك فتاه ، إنّي أعتقك لوجه اللّه والدّار الأخرة ، لا رب لك إلاّ اللّه ، وليس عليك سبيل ، وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومأتين ، ووقع فيه محمّد بن عليّ بخط يده وختمه بخاتمه صلوات اللّه وسلامه عليه . في أحكم بن بشار المروزيّ الكلثوميّ .(ج۲ ص ۸۳۹ الرقم۱۰۷۶) .
وفي معجم رجال الحديث : أقول : الرّواية ضعيفة بجميع رواتها ، فلا يصحّ الاعتماد عليها . ثمّ إنّ هذه الرّواية ذكرها في المناقب : الجزء ۴ ، باب إمامة أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في ( فصل في معالي أُموره) ، عن بكر بن صالح ، عن عبد اللّه بن المبارك : أنّه أتى أبا جعفر (الباقر عليه السلام ) ، وذكر الرّواية ، ولم يذكر التّاريخ في أولها ، وذكر في آخرها : وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومائة ، ولا ريب في أنّ القضيّة قضيّة واحدة ، والأمر دائر بين أن يكون السهو من الكشّي ، فبدَّل في صدر الرّواية : عبد اللّه بعبد الجبار ، ويؤكد ذلك ذكره في آخر الرّواية عبد اللّه دون عبد الجبّار ، وعلى هذا الاحتمال لابدّ من الالتزام باشتباهه في التاريخ أيضاً ، في صدر الرّواية وذيلها ، وبين أن يكون السّهو من المناقب ، واللّه العالم . (ج۹ ص ۲۶۴ الرقم۶۲۴۷) .
2. المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۰۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۳۳۹ ح ۲۸ نقلاً عنه و راجع : رجال الكشي : ج ۲ ص ۸۳۹ الرقم۱۰۷۶.