231
مكاتيب الأئمّة ج3

۲

كتابُه عليه السلام إلى سَعْد الخَير

في التَّقوى و . . .

۰.محمَّد بن يحيَى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمِّه حمزة بن بزيع والحسَين بن محمّد الأشعريّ ، عن أحمدَ بن محمّد بن عبد اللّه ، عن يزيد بن عبد اللّه ، عمَّن حدَّثَه ، قال : كتَب أبو جعفر عليه السلام ۱
إلى سعد الخَيْر ۲ :مكاتيب الإمام محمّد بن عليّ الباقر
في التقوى و آثاره
«بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
أمَّا بَعدُ ، فإنِّي أُوصيكَ بِتَقوى اللّه ِ ، فَإنَّ فيها السَّلامَةَ مِن التَّلَفِ ، والغَنِيمةَ في
المُنْقَلَبِ ، إنَّ اللّه َ عز و جل يَقِي بالتَّقوَى عَنِ العَبدِ ما عَزَبَ عَنهُ عَقْلُهُ ، وَيُجْلِي بالتَّقوى عَنهُ عمَاهُ وجَهْلَهُ ، وبالتَّقْوى نجَا نُوحٌ ومَن مَعَهُ في السَّفينَةِ ، وصالِحٌ ومَن مَعَهُ من الصَّاعِقَةِ ، وبالتَّقوى فَازَ الصَّابِرونَ ، ونجَتْ تِلكَ العُصَبُ مِنَ المَهالِكِ ، وَلَهُم إخوانٌ على تِلكَ الطَّريقَةِ يَلتَمسونَ تِلكَ الفَضيلَةِ ، نبَذُوا طُغيانَهُمْ مِنَ الإيرادِ بالشَّهوَاتِ لِمَا بَلَغهُم في الكتابِ مِنَ المَثُلاتِ ، حَمِدوا رَبَّهُم عَلى ما رَزَقَهُم ، وَهُو أهلُ الحَمدِ وذَمُّوا أنفُسَهُم على ما فرَّطُوا ، وهُم أهلُ الذَّمِّ .
وعلِمُوا أنَّ اللّه َ ـ تبارَكَ وَتَعالى ـ الحَلِيمُ العَلِيمُ ، إنَّما غَضَبُهُ عَلى مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنهُ رِضاهُ ، وإنَّما يَمْنَع مَنْ لَمْ يَقْبَل مِنهُ عَطاهُ ، وإنَّما يُضِلُّ مَنْ لَمْ يَقْبَل مِنهُ هُدَاهُ ، ثُمَّ أمْكَنَ أهلَ السَّيِّئاتِ مِنَ التَّوبَةِ بِتَبديلِ الحَسَناتِ ، دَعا عِبادَهُ في الكِتابِ إلى ذلِكَ بصَوْت رفِيعٍ لَمْ يَنقَطِعْ ، وَلَمْ يَمْنَعْ دُعاءَ عِبادِهِ ، فلَعَنَ اللّه ُ الَّذينَ يكْتُمونَ ما أنزَلَ اللّه ُ ، وكَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ، فسَبَقَتْ قَبلَ الغَضَبِ فَتَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلاً ، فَلَيسَ يَبْتَدِئُ العِبادَ بالغَضَبِ قَبلَ أنْ يُغْضِبوهُ ، وذلِكَ مِن عِلْمِ اليَقينِ وعِلْمِ التَّقوَى .

1. تردّد السيّد الخوئي بين كون المراد منه الجواد أو الباقر عليهماالسلام(معجم الرجال الحديث : ج ۸ ص ۹۶) ، وصرّح المحقق التستري بأنّ المراد منه الباقر عليه السلام .(قاموس الرجال : ج ۵ ص ۳۵) .

2. سعد الخير في معجم رجال الحديث: هو سعد بن عبد الملك الأُمويّ : ففي الاختصاص : حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الكوفيّ الخزاز قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، عن ابن فضّال ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي مسروق النّهديّ ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة ، قال : دخل سعد بن عبد الملك ـ وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير ، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان ـ على أبي جعفر عليه السلام ، فبينا ينشج كما تنشج النّساء قال : فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما يبكيك يا سعد؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشّجرة الملعونة في القرآن . فقال له : لست منهم ، أنت أُموي مِنّا أهلَ البيت ، أما سَمعت قولَ اللّه ِ عزّوجَلّ يحكي عن إبراهيم عليه السلام : «فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّي» . أقول : هذه الرِّواية فيها دلالة على جلالة سعد ، وأنَّه من أهل البيت عليهم السلام ، لمتابعته لهم عليهم السلام ، إلاّ أنّ الرّواية ضعيفة لعدم ثبوت إسناد كتاب الاختصاص إلى الشّيخ المفيد قدس سره ، على أنّ السّند أيضاً ضعيف ، ولا أقلّ من جهة محمّد بن أحمد الكوفيّ الخزّاز ، فإنّهُ مجهول . ثمّ إنّ سعد الخير لم تُعلم طبقته ، فإنّ الرّواية المزبورة لو تمّت لدلّت على أنّه من أصحاب الباقر عليه السلام ، فإنّ المراد بأبي جعفر، في هذه الرّواية هو الباقر عليه السلام ، حيث رواها مالك بن عطيّة،عن أبي حمزة، لكنّك قدعرفت أنّها ضعيفة. ثمّ إنّ هناك مكاتبتين مرويّتين في روضة الكافي ، الحديث ۱۶ و ۱۷ ، من أبي جعفر عليه السلام ، إلى سعد الخير ، قد ترحّم ـ سلام اللّه عليه ـ على سعد في المكاتبة الثّانية مرّتين ، وخاطبه بكلمة يا أخي ، وفي ذلك دلالة على حسنه أقلاًّ ، إلاّ أنّهما ضعيفتا السّند ، فإنّ المكاتبة الأُولى مرويّة بسندين : أحدهما ضعيف بالإرسال ، وبأحمد بن محمّد بن عبد اللّه ، ويزيد بن عبد اللّه ، فإنّهما مجهولان ، والسّند الثّاني ضعيف بحمزة بن بزيع . والمكاتبة الثّانية ضعيفة السّند بحمزة بن بزيع أيضاً ، على أنّ أبا جعفر المذكور في الرّواية إنْ أُريد به الجواد عليه السلام ، فالظّاهر أنّ حمزة بن بزيع لم يدركه ، فإنّهُ مات في زمن الرّضا عليه السلام ، وإنْ أُريد به الباقر عليه السلام ، فالرّواية مُرسلة لا محالة ، وعلى كلا التّقديرين لا يمكن الاستدلال بها على حسن الرّجل فضلاً عن وثاقته ، فالمتحصّل ممّا ذكرناه ، أنّ الرّجل لم تثبت وثاقته ولا حسنه ، واللّه العالم بالحال .(معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۹۶ الرقم۵۰۸۰) .


مكاتيب الأئمّة ج3
230
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17718
صفحه از 340
پرینت  ارسال به