۱۷
وصيَّته عليه السلام لابنه
في من ينبغي اجتنابه
۰.أبو المفضَّل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائيّ الكاتب ، قال : حدَّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بِسُرَّ مَن رأى ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام) ، قال : أردت سفراً ، فأوصاني أبي عليّ بن الحسين( عليه السلام ) ، فقال في وصيَّته :«إيَّاك يا بُنيَّ أنْ تصاحِبَ الأحمَقَ أو تخالِطَهُ ، واهجُرهُ ولا تُحادِثهُ ، فإنَّ الأحمَقَ هُجْنَةٌ ۱ غائِباً كانَ أو حاضِراً ، إنْ تكلَّم فضحَهُ حُمقُهُ ، وإنْ سكَتَ قصَّر به عِيُّهُ ، وإنْ عَمِلَ أفسَدَ ، وَإنِ استُرعِيَ أضاعَ ، لا عِلمُهُ من نفسِهِ يُغنيهِ ، ولا عِلمُ غَيرِهِ يَنفَعُهُ ، ولا يُطيعُ ناصِحَهُ ، ولا يستريحُ مُقارِنُهُ ، تَوَدُّ اُمّهُ ، إنَّها ثَكِلَتهُ ، وامرَأتُهُ أنَّها فَقَدَتهُ ، وجارُهُ بُعدَ دارِهِ ، وجَليسُهُ الوحدَةَ مِن مُجالَسَتِهِ ، إنْ كان أصغَرَ مَن في المَجلِسِ أعْيَى ۲
مَنْ فَوقَهُ ، وإنْ كانَ أكبَرَهُم أفسَدَ مَن دُونَهُ» . ۳
۱۸
وصيَّته عليه السلام لابنه
في فعل الخير
۰.محمّد بن أبي عبد اللّه ، عن موسى بن عمران ، عن عمِّه الحسين بن عيسى بن عبد اللّه ، عن عليِّ بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن موسى عليه السلام قال : «أخذ أبي بيدي ثمَّ قال : يا بُنيَّ إنَّ أبي مُحمَّدَ بنَ عليٍّ عليه السلام أخذَ بيدي كما أخذْتُ بِيَدِكَ وقالَ : إنَّ أبي عَليَّ بن الحسين عليهماالسلام أخذ بيدي ، وقال : يا بُنيَّ افعَلِ الخَيرَ إلى كُلِّ مَن طَلِبَهُ مِنكَ ، فإنْ كانَ من أهلِهِ فَقَد أصَبتَ موْضِعَهُ ، وإنْ لَم يَكُن مِن أهلِهِ كُنتَ أنتَ من أهلِهِ ، وإنْ شَتَمَكَ رَجُلٌ عن يَمينِكَ ثُمَّ تَحَوَّلَ إلى يَسارِكَ ، فاعْتذَرَ إليكَ فاقبَل عُذْرَهُ» . ۴
1. الهجنة في الكلام : العيب والقبح ، وفي العلم : إضاعته .
2. في المصدر : «أعني» والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .
3. الأمالي للطوسي : ص ۶۱۳ ح ۱۲۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۹۷ ح ۳۳نقلاً عنه.
4. الكافي : ج ۸ ص ۱۵۲ ح ۱۴۱ ، مسائل علي بن جعفر : ص ۳۴۲ ح ۸۴۳.