19
مكاتيب الأئمّة ج3

مكاتيب الأئمّة ج3
18

وبعث بالكتاب مع الحارث بن سويد التّيميّ ، تَيْم الرِّباب ، وجُنْدب الأزديّ ، فقدما على معاوية فدعواه إلى بيعة الحسن عليه السلام فلم يجبهما . ۱
وكتب معاوية جوابه برواية المناقب :
فهمت ما ذكرت به محمَّداً صلى الله عليه و آله ، وهو أحقُّ الأوَّلين والآخرين بالفضل كُلِّهِ ، وذكرتَ تَنازُعَ المُسلِمينَ الأمرَ مِن بَعدِهِ ، فَصرَّحتَ بِنَميمَةِ فُلانٍ وفلانٍ وأبي عُبيدَةَ وغَيرِهِم ، فَكَرِهتُ ذلِكَ لَكَ ، لِأنَّ الأُمَّةَ قَد عَلِمَت أنَّ قُريشاً أحَقُّ بِها ، وقَد عَلِمتَ ما جرى مِن أمرِ الحَكَمَينِ فكيف تدعوني إلى أمر ، إنَّما تَطلُبهُ بِحَقِّ أَبيكَ وقد خَرجَ أبوك مِنهُ . ۲
نصّ آخر على رواية ابن أعثم :
أمَّا بَعدُ ؛فَقَد فَهِمتُ كِتابَكَ وماذَكرتَ بهِ مُحمَّداً صلى الله عليه و آله ،وهُو خيرُ الأوَّلِينَ والآخِرينَ فالفَضْلُ كُلّهُ فيهِ صلى الله عليه و آله ؛ وذَكَرتَ تَنازُعَ المُسلِمينَ الأمرَ مِن بَعدِهِ ، فصرَّحْتَ مِنهم بأبي بكرٍ الصّدِّيق ، وعُمَرَ الفاروقِ ، وأبي عُبيدَةَ الأَمينِ ، وطَلحَةَ ، والزُّبيرِ ، وصُلَحاءِ
المُهاجِرينَ ، وكَرِهتُ ذلِكَ لَكَ أبا مُحمَّدٍ ، وذلِكَ أنَّ الأُمَّةَ لمَّا تنازَعَتِ الأمرَ مِن بَعدِ نَبيِّها مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَلِمَت أنَّ قُريشاً أَحَقُّها بِهذا الشَّأنِ ؛ لِمَكانِ نَبِيِّها منها ؛ ثمَّ رَأت قُرَيشٌ وَالأنصارُ وَذَوو الفَضلِ والدِّينِ مِنَ المُسلِمينَ أنْ يُوَلُّوا هذا الأمرَ أَعلَمَها بِاللّه ِ ، وأخشاها لَهُ ، وَأَقدَمَها إسلاماً ، فاختاروا أبا بكرٍ الصدِّيقَ وَلَو عَلِموا مَكانَ رَجُلٍ هُوَ أفضَلُ مِن أبي بَكرٍ يَقومُ مَقامَهُ ويَذُبُّ عَن حَوزَةِ الإسلامِ كَذَبِّهِ لَما عَدَلوا ذلِكَ عَنهُ ، فالحالُ بَيني وَبَينَكَ علَى ما كانوا عَلَيهِ ، وَلَو عَلِمتُ أنَّكَ أضبَطُ لِأمرِ الرَّعيَّةِ وَأحوَطُ علَى هذهِ الأُمَّةِ ، وَأَحسنُ سِياسَةً ، وأكيَدُ لِلعَدُوِّ ، وأَقوَى علَى جَميعِ الأُمورِ ، لَسلَّمتُ لَكَ هذا الأمرَ بَعدَ أَبيكَ ، لِأنِّي قَد عَلِمتُ بِأنَّكَ إنَّما تَدَّعي ما تدَّعيهِ نَحوَ أبيكَ ، وَقَد عَلِمتَ أنَّ أباكَ سارَ إلينا فَحارَبَنا ، ثُمَّ صارَ مِن أمرِهِ إلى أنِ اختارَ رَجُلاً وَاختَرنا رَجُلاً ، لِيحكُما بِما يَصلُحُ عَلَيهِ أمرُ الأُمَّةِ ، وَتَعودُ بهِ الأُلفَةُ وَالجَماعَةُ ، وَأَخَذنا على الحَكَمَينِ بِذلِكَ عَهدَ اللّه ِ وَميثاقَهُ ، وأخَذا مِنَّا مِثلَ ذلِكَ على الرِّضى بما حَكَما ، ثمَّ أنَّهما اتَّفقا على خَلعِ أبيكَ فَخَلَعاهُ ، فَكَيفَ تَدعوني إلى أمرٍ إنَّما تَطلُبُهُ بِحَقِّ أَبيكَ ، وَقَد خَرَجَ أَبوكَ مِنُه؟ فانظُر لِنَفسِكَ أبا مُحَمَّدٍ ولدِينِكَ ، والسَّلامُ . ۳
نصّ آخر على رواية ابن أبي الحديد :
أمَّا بَعدُ ؛ فَقَد فَهِمتُ ما ذَكرتَ بهِ رَسولَ اللّه ِ ، وَهُو أحَقُّ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ بالفَضْلِ كُلِّهِ ، وَذَكَرتَ تَنازُعَ المُسلِمينَ الأمرَ بَعدَهُ ، فَصَرَّحْتَ بِتُهمَةِ أبي بكرٍ الصّدِّيقِ ، وَعُمَرَ ، وأبي عُبَيدَةَ الأمينِ ، وَصُلَحاءِ المُهاجِرينَ ، فَكَرِهتُ لَكَ ذلِكَ ؛ إنَّ الأُمَّةَ لَمَّا تَنازَعَتِ الأمرَ بَينَها رَأت قُريشاً أَخلَقَها ۴ بِهِ ؛ فَرَأَت قُرَيشٌ والأنصارُ وذَوو الفَضلِ وَالدِّينِ مِنَ المُسلِمينَ أن يُولُّوا مِن قُريشٍ أعلَمَها باللّه ِ ، وَأخشاها لَهُ ، وَأقواها علَى الأمرِ ، فاختاروا
أبا بكرٍ ولَم يَألوا ، وَلَو عَلِموا مَكانَ رَجُلٍ غَيرَ أبي بَكرٍ يَقومُ مَقامَهُ وَيَذُبُّ عَن حَرَمِ الإسلامِ ذَبَّهُ ما عَدَلوا بِالأمرِ إلى أبي بَكرٍ ، والحالُ اليومَ بَيني وَبَينَكَ عَلى ما كانوا عَلَيهِ ، فَلَو عَلِمتُ أنَّكَ أضبَطُ لِأمرِ الرَّعِيَّةِ وأحوَطُ عَلى هذِهِ الأُمَّةِ ، وأحسَنُ سِياسَةً ، وَأكيَدُ لِلعدوّ ، وَأَقوى عَلى جَمعِ الفيءِ ، لَسَلَّمتُ لَكَ الأمرَ بَعدَ أبيكَ ، فَإنَّ أباكَ سَعى عَلى عُثمانَ حَتَّى قُتِلَ مَظلوماً ، فَطالَبَ اللّه ُ بِدَمِهِ ؛ وَمَن يَطلُبُهُ اللّه ُ فَلَن يَفوتَهُ .

ثُمَّ ابتزَّ الأمَّةَ أمرَها ، وَفَرَّقَ جَماعَتَها ، فَخالَفَهُ نُظراؤُهُ مِن أهلِ السّابِقَةِ والجِهادِ والقِدَمِ في الإسلامِ ، وادَّعى أنَّهم نَكَثوا بَيعَتَهُ ، فَقاتَلَهم فَسُفِكَتِ الدِّماءُ ؛ واستُحِلَّتِ الحُرَمُ ، ثُمَّ أقبَلَ إلينا لا يَدَّعي عَلينا بيعة ؛ وَلكِنَّهُ يُريدُ أنْ يَملِكَنا اغتِراراً ، فَحارَبناهُ وحارَبَنا ، ثُمَّ صارَتِ الحَربُ إلى أنِ اختارَ رَجُلاً وَاختَرنا رَجُلاً ، لِيَحكُما بِما تَصلُحُ عَليهِ الأمَّةُ ، وتَعودُ بهِ الجَماعَةُ والأُلفَةُ ، وَأخَذنا بِذلِكَ عَلَيهما مِيثاقاً وَعَلَيهِ مِثلَهُ وَعلَينا مِثلَهُ ، عَلى الرِّضى بِما حَكَما ، فَأمضى الحَكَمانِ عَلَيهِ الحُكمَ بِما عَلِمتَ ، وَخَلَعاهُ ، فَوَاللّه ِ ما رَضِيَ بالحُكمِ ، وَلا صَبَرَ لِأمرِ اللّه ِ ؛ فَكَيفَ تَدعوني إلى أمرٍ إنَّما تَطلُبُهُ بِحَقِّ أَبيكَ ، وَقَد خَرَجَ مِنهُ ! فَانظُر لِنَفسِكَ وَلِدينِكَ ، وَالسَّلامُ . ۵
نصّ آخر على رواية لأبي الفرج الإصفهانيّ :
كتب الحسن عليه السلام إلى معاوية مع جندب ۶ بن عبد اللّه الأزديّ :
بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
مِن عَبدِ اللّه ِ الحَسَنِ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ :
في بعثة النبي صلى الله عليه و آله
سَلامٌ عَلَيكَ ، فَإِنِّي أحمَدُ إليكَ اللّه َ الَّذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، أمَّا بَعدُ ؛ فَإنَّ اللّه تعالى عز و جل
بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله رَحمَةً للعالَمينَ ، وَمِنَّةً على المُؤمِنينَ ، وكافَّةً إلى النَّاس أجمَعينَ ، «لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ » ۷ ، فَبَلَّغَ رِسالاتِ اللّه ِ وَقامَ عَلى أمرِ اللّه ِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللّه ُ غَيرَ مُقَصِّرٍ ولا وانٍ ، حَتَّى أظهَرَ اللّه ُ بهِ الحَقَّ وَمَحَقَ بهِ الشِّركَ ، ونَصَرَ بهِ المُؤمِنينَ ، وأعزَّ بهِ العَرَبَ ، وشَرَّفَ بهِ قُرَيشاً خاصَّةً ، فَقالَ تَعالى : «وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ » ۸ .

1. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۲۵.

2. المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۱.

3. الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۸۵.

4. أحقّها .

5. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۲۵.

6. في شرح نهج البلاغة : «حرب» بدل «جندب» .

7. يس : ۷۰ .

8. الزّخرف : ۴۴ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18016
صفحه از 340
پرینت  ارسال به