163
مكاتيب الأئمّة ج3

مكاتيب الأئمّة ج3
162

۲

كتابُه عليه السلام في المواعظ

يوم الجمعة

حدَّثني محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى وعليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن الحسن بن مَحبُوب ، عن عبد اللّه بن غالب الأسديِّ ، عن أبيه ، عن سعيد بن المُسَيَّب ، ۱ قال : كان عليُّ بن الحسين عليهماالسلام يَعِظُ النَّاس
ويُزَهِّدهم في الدُّنيا ويُرَغِّبهُم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كلّ جُمُعة ، في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وحُفِظ عنه وكُتِب ، كان يقول :

1. سعيد بن المسيب في الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه بن أحمد، عن إبراهيم بن الحسن قال : حدّثني وهب بن حفص، عن إسحاق بن جرير قال أبو عبد اللّه عليه السلام : كانَ سعيدُ بنُ المسيَّبِ والقاسِمُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأبو خالِدٍ الكابليُّ مِن ثِقاتِ عليّ بنِ الحسينِ عليهماالسلام . (ج۱ ص ۴۷۲ ح ۱) . وفي رجال الكشي : قال الفضل بن شاذان : ولم يكن في زمن عليّ بن الحسين عليه السلام في أوّل أمره إلاّ خمسة أنفس : سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمّد بن جبير بن مطعم، يحيى بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر، سعيد بن المسيب ربّاه أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان حزنُ جدُّ سعيدٍ أوصى أمير المؤمنين عليه السلام (ج ۱ ص ۳۳۲ ح ۱۸۴) . وحدّثني محمّد بن قولويه، قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه القميّ، عن القاسم بن محمّد الإصفهانيّ، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن محمّد بن عمر، قال : أخبرني أبو مروان، عن أبي جعفر، قالَ : سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ : سَعيدٌ بنُ المسيَّبِ أعلَمُ النّاسِ بما تَقَدّمه مِنَ الآثارِ ، وأفهَمُهُم في زَمانِهِ . (ج۱ ص۳۳۵ ح ۱۸۹) . وفي تقريب التهذيب : سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية، اتّفقوا على أنّ مرسلاتهِ أصَحُّ المراسيل، وقال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين . (ج۱ ص ۳۶۴) . وفي الطبقات الكبرى : وكان لسعيد بن المسيب عند النّاس قدر كبير عظيم لخصال: ورعٍ يابسٍ، وَنزاهةٍ، وكلامٍ بحقّ عند السلطان، وغيرهم ومجانبة السلطان، وعلم لا يشاكله علم أحد، ورأي بعد صليب، ونعم العون الرأي الجيد، وكان ذلك عند سعيد بن المسيب رحمه اللهمن رجل فيه عزة لا تكاد تراجع إلاّ إلى محكّ ما استطعت أن أواجهه بمسألة حتّى أقول قال فلان كذا وكذا وقال فلان كذا وكذا فيجيب حينئذ . (ج۲ ص ۳۸۳) . وفي تذكرة الحفّاظ : روى أُسامة بن زيد عن نافع أنّ ابن عمر قال : سعيد بن المسيب (هو واللّه ) أحد المفتين، وقال أحمد بن حنبل وغيره : مرسلات سعيد صحاح، وقال قتادة ما رأيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب، وكذا قال الزهريّ ومكحول وغير واحد (وصدقوا) . قال علي ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد، هو عندي أجلّ التابعين . وقال العجليّ وغيره : كان لا يقبل جوائز السلطان .. . (ج۱ ص ۵۴)و .. . وفي معجم رجال الحديث : سعيد بن المسيب : ابن حزن أبو محمّد المخزومي، سمع منه ( عليّ بن الحسين عليه السلام ) وروى عنه عليه السلام ، وهو من الصدر الأوّل، وفي رجال الشّيخ في أصحاب السّجاد عليه السلام . وعدّه البرقيّ أيضاً في أصحاب السّجاد عليه السلام . وقال الكشّي .. . ثمّ إنّ الرّوايات قد اختلفت في الرّجل قدحاً ومدحاً . أمّا المادحة ؛ فمنها : ما تقدّم في ترجمة أُويس القرني من رواية أسباط بن سالم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، من عدّ سعيد بن المسيب من حواري السّجاد عليه السلام ، وقد ذكرنا أنّها ضعيفة السّند . ومنها : ما رواه الكشي في ذيل ترجمته (۵۴) : ( محمّد بن مسعود، قال : حدّثني عليّ بن الحسن بن فضال، قال : حدّثنا محمّد بن الوليد بن خالد الكوفيّ، قال : حدّثنا العبّاس بن هلال، قال : ذكر أبو الحسن الرّضا عليه السلام : أنّ طارقاً مولى لبني أميّة نزل ذا المروة عاملاً على المدينة، فلقيه بعض بني أميّة وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلّمه فيه وأثنى عليه، وأخبره طارق أنّه أمر بقتله وأعلم سعيداً بذلك وقال له : تغيَّب، وقيل له تنح عن مجلسك فإنّه على طريقه فأبى، فقال سعيد : اللهمّ إنّ طارقاً عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي، فلما عزل طارق عن المدينة لقيه الّذي كان كلّمه في سعيد من بني أميّة بذي المروة، فقال : كلّمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري فقال : واللّه ما ذكرته بعد أن فارقتك حتّى عدت إليك . أقول : هذه الرّواية أيضاً ضعيفة بالعبّاس بن هلال . ومنها : ما رواه أيضاً عن محمّد بن قولويه قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه القميّ، عن القاسم بن محمّد الاصفهانيّ، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن محمّد بن عمر، قال : أخبرني أبو مروان، عن أبي جعفر عليه السلام ، قالَ : سَمِعتُ عليَّ بنَ الحسينِ صَلواتُ اللّه ِ عَلَيهِما يَقولُ : سَعيدُ بنُ المسيَّبِ أعلَمُ النّاسِ بِما تَقَدَّمَهُ مِنَ الآثارِ وأفهَمُهُم في زَمانِهِ . أقول : هذه الرواية أيضاً ضعيفة، بالقاسم بن محمّد الاصفهانيّ، وبمحمّد بن عمر، وبأبي مروان . ومنها : ما رواه الحميريّ في قرب الإسناد : .. . عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال : وذكر عند الرّضا عليه السلام القاسم بن محمّد خال أبيه، وسعيد بن المسيب، فقال عليه السلام ، كانا عَلى هذا الأمرِ . أقول : هذه الرّواية لا تدلّ على حسن الرّجل فضلا عن وثاقته، بل تدلّ على أنّه كان شيعياً موالياً لأهل البيت عليهم السلام . ومنها : ما رواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه ابن أحمد، عن إبراهيم بن الحسن، قال : حدّثني وهب بن حفص، عن إسحاق بن جرير، قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : كان سعيد بن المسيَّب، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر، وأبو خالد الكابليّ، من ثقات عليّ بن الحسين عليه السلام .. . أقول : هذه الرّواية ضعيفة بإبراهيم بن الحسن فإنّه مجهول . ومنها : ما رواه في المناقب : .. . سأل ليث الخزاعيّ سعيد بن المسيب عن إنهاب المدينة قال : نعم ، شدُّوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ورأيت الخيل حول القبر، وانتُهبت المدينة ثلاثاً ، فكنت أنا وعلي بن الحسين عليه السلام نأتي قبر النبي صلى الله عليه و آله ، فيتكلم علي بن الحسين عليه السلام بكلام لم أقف عليه، فيحال ما بيننا وبين القوم ونصلّي ونرى القوم وهم لا يروننا، وقام رجل عليه حُلَلٌ خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين عليهماالسلام، فكان إذا أومأ الرجل إلى حرم رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يشير ذلِكَ الفارسُ بالحربةِ نحوه فيموت قبل أن يصيبه .. . الحديث . أقول : هذه الرواية مرسلة لا يعتمد عليها في شيء . ومنها : ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد .. . قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد، قال : حدّثني جدّي، قال . حدّثنا أبو يونس محمّد بن أحمد، قال : حدّثنى أبي وغير واحد من أصحابنا أنَّ فتىً من قريش جلس إلى سعيد بن المسيب فطلع عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقال القرشي لابن المسيب : من هذا يا أبا محمّد قال : هذا سيِّد العابدين عليُّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . أقول : الرواية ضعيفة ، ولا أقلَّ من أنَّ راويها الحسن بن محمّد ( ابن يحيى ) وهو كذَّاب وضَّاع على ما تقدم . هذه هي عمدة ما ورد في مدح سعيد بن المسيب، وقد عرفت أنّها غير تامة، وما قال له الفضل بن شاذان ـ لو اعتمدنا عليه ـ لا دلالة فيه على وثاقة سعيد، واللّه العالم . وأمَّا الروايات الذامَّة : فمنها ما اشتهر عنه من الرغبة عن الصّلاة على زين العابدين عليه السلام . والجواب : أنّ ذلك لم يثبت، فإنّه لم يرد إلاّ في روايتين مرسلتين ذكرهما الكشّي في ترجمته (۵۴) قال : وروي عن بعض السلف : أنه لما مر بجنازة علي بن الحسين عليهماالسلام انجفل النّاس فلم يبق في المسجد إلاّ سعيد بن المسيب، فوقف عليه خشرم مولى أشجع قال : يا أبا محمّد ألا تصلّي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال : أصلي ركعتين في المسجد أحبّ إليّ من أن أصلّي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح! . أقول : الرواية مرسلة لا يعتمد عليها . ثمّ قال : ( وروى عن عبد الرّزاق، عن معمر، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيب، وعبد الرّزاق، عن معمر، عن عليّ بن زيد، قال : قلت لسعيد بن المسيب : إنّك أخبرتني أنّ عليَّ بن الحسين النفس الزكية ، وأنّك لا تعرف له نظيراً؟قال :كذلك وماهو مجهول ماأقول فيه واللّه مارئي مثله،قال عليّ بن زيد :فقلت :واللّه إن هذه الحجّة الوكيدة عليك يا سعيد، فلم لم تصلّ على جنازته ! فقال : إنّ القوم كانوا لا يخرجون إلى مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب ، فلمّا صرنا بالسقيا نزل فصلّى وسجد سجدة الشكر فقال فيها . . . وفي رواية الزُّهريّ : عن سعيد بن المسيب، قال : كان القوم لا يخرجون من مكّة حتى يخرج عليّ بن الحسين سيِّد العابدين، فخرج فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلّى ركعتين فسبَّح في سجودِهِ فلم يبق شجرٌ ولا مدرٌ إلاّ سبَّحوا معه ففزعنا فرفع رأسه، وقال : يا سَعيدُ أفَزِعتَ فقلت : نَعَم يا بنَ رسولِ اللّه ِ، فقالَ : هذا التَّسبيحُ الأَعظَمُ ، حَدَّثَني أبي، عَن جَدّي، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : لا تَبقى الذُّنوبُ مَعَ هذا التَّسبيحِ ، فَقلتُ : عَلِّمناهُ . وفي رواية عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب : أنّه سبح في سجوده فلم تبق حوله شجرة ولا مدرة إلاّ سبحت بتسبيحه، ففزعت، من ذلك وأصحابي، ثم قال : يا سَعيدُ إنَّ اللّه َ جَلَّ جَلالُهُ لمَّا خَلَقَ جَبرئيلَ ألهَمَهُ هذا التَسبيحَ فَسبَّحَ فَسَبَّحَتِ السَّماواتُ ومَن فيهِنَّ لتَسبيحِهِ ، وهُوَ اسمُ اللّه ِ الأعزُّ الأكبَرُ . يا سَعيدُ أخبَرَني أبي الحُسَينُ، عَن أبيهِ ، عَن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، عَن جَبرئيلَ عَن اللّه ِ جَلَّ جَلالُهُ أنّهُ قالَ : ما مِن عَبدٍ مِن عِبادي آمَنَ بي وَصَدَّقَ بِكَ فصلّى في مَسجِدِكَ رَكعَتَينِ على خلا مِنَ النّاسِ إلاّ غَفَرتُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَما تَأخَّرَ ، فلم أر شاهداً أفضل من عليّ بن الحسين عليهماالسلامحيث حدّثني بهذا الحديث، فلمّا أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح، وانهالت النّاس يتبعونه حتّى وضع الجنازة، فقلت : إن أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو، ولم يبق إلاّ رجل وامرأة ثم خرجا إلى الجنازة، ووثبت لأُصلي فجاء تكبير من السّماء فأجابه تكبير من الأرض فأجابه تكبير من السّماء فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي فكبَّر من في السّماء سبعاً وكبّر من في الأرض سبعاً، وصُلّيَ على عليِّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما، ودخل النّاس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما، فقلت : يا سعيد لو كنت أنا لم أختر إلاّ الصلاة على عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما ، إنّ هذا هو الخسران المبين، قال : فبكى سعيد ثم قال : ما أردت إلاّ الخير ليتني كنت صلّيت عليه فإنّه ما رئِيَ مثله .. . أقول : هذه الرواية أيضاً مرسلة، ويزيد على ذلك أن جميع رواتها بين مهمل ومجهول، على أنّه قد ذكر غير واحد : أنّ سعيد بن المسيب مات سنة ۹۴ أو قبل ذلك، فهو قد مات قبل وفاة السّجاد عليه السلام ، فَإنّهُ سلام اللّه عليه تُوفي سنة ۹۵ . ومنها : أنّه كان يفتي بقول العامّة، وبذلك نجا من الحجّاج فلم يقتله، وكان هو آخر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله . رواه الكشي في ترجمة يحيى بن أم الطويل في حديث، عن أحمد بن عليّ ( بن كلثوم السرخسيّ )، عن أبي سعيد الآدميّ، عن الحسين بن يزيد النوفليّ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر الأوّل عليه السلام . أقول : الرّواية ضعيفة بأبي سعيد الآدميّ، وعلى تقدير صِحَّتها فهي لا تكون قادحة، إذ من المحتمل أنّ فتواه بقول العامّة كانت لأجل التّقية، والرّواية أيضاً مشعرة بذلك . ثم إنّ ما اشتملت عليه الرّواية من كون سعيد بن المسيَّب من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ينافيه ما عن غير واحد من أنّه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، أو أنّه عاش تسعا وسبعين سنة ومات سنة ۹۴ . ثم إنّ العلاّمة وابن داود عَدَّا سعيد بن المسيّب في القسم الأوّل (قسم المعتمدين) .. . (معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۱۳۲ الرقم ۵۱۸۰) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17913
صفحه از 340
پرینت  ارسال به