149
مكاتيب الأئمّة ج3

۲۰

كتابُه عليه السلام إلى أهل الكوفة

۰.كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة لمّا سارَ ورأى خِذلانهم إيَّاه :أمَّا بَعدُ ؛ فَتَبَّاً لَكُم أيَّتُها الجَماعَةُ وَتَرَحاً ، حين اسْتَصْرخْتُمونا وَلِهِينَ فأصْرخْناكم موجِفينَ ، سَلَلتم عَلَينا سَيفاً كانَ في أَيمانِنا ، وحَششْتُم عَلَينا ناراً اقْتدَحْناها عَلى عَدُوِّنا وَعَدُوِّكم ، فأصْبحْتم إلْباً لَفَّاً على أوليائكم ويَداً لأعدائكم ، بِغَيرِ عَدلٍ أفشوْهُ فيكُم وَلا لِأَمَلِ أَصبَحَ لَكُم فيهِم وَعَن غَيرِ حَدَثٍ كان مِنَّا، ولا رأيٍ تَفيَّل عَنَّا ، فهَّلا لَكُمُ الوَيلاتُ . تركتُمونا والسَّيفُ مَشِيمٌ ۱ والجَأشُ طامِنٌ والرّأيُ لَم يُسْتَحصَفْ ۲ ولكنِ اسْتَسْرَعْتُم إلَيها كَتَطائِرِ الدَّبى ۳ وتَداعَيْتُم عَنها كتداعي الفَراش .
فَسُحقاً وَبُعداً لِطواغِيتِ الأُمَّةِ، وشُذَّاذِ الأحزابِ ، ونَبَذَة الكتابِ ، ونَفثَةِ الشَّيطانِ ، ومُحَرِّفي الكلامِ ، وَمُطفئي السُّنَنِ ، وَمُلحقي العَهَرَةِ بِالنَّسَبِ ، المستهزئِين الَّذين جعلوا القُرآنَ عِضينَ .
وَاللّه ِ إنَّهُ لخَذلٌ فيكُم مَعروفٌ ، قد وَشَجتْ عَلَيهِ عُروقُكُم ، وَتَوارَت عَلَيهِ أُصولُكُم ، فَكُنْتُم أخْبَثَ ثَمَرَةٍ شَجا لِلنَّاطِرِ ، وَاُكْلَةً للغاصِبِ .
أَلا فَلَعنَةُ اللّه ِ عَلى النَّاكِثينَ الَّذين يَنقُضُون الأيمانَ بَعد تَوكيدِها ، وقَد جَعَلوا اللّه َ عَلَيهِم كَفيلاً .
أَلا وَإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ مِنَّا بَينَ اثنتَينِ بَينَ المِلَّةِ وَالذّلَّةِ وَهيهاتَ مِنَّا الدَّنيئَةُ ، يأبى اللّه ُ ذلِكَ وَرَسولُهُ والمُؤمِنونَ ، وَحُجُورٌ طابَت ، وَاُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفوس أبِيَّةٌ ، وأنْ نُؤثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ ، وَإنِّي زاحِفٌ إِلَيهِم بِهذهِ الاُسرَةِ عَلى كَلَبِ العَدُوِّ وكَثرَةِ العَدَدِ وخِذْلَةِ النَّاصِرِ .
ألا وَما يلْبَثونَ إلاَّ كَرَيْثِما يُركَبُ الفَرَسُ حتّى تَدورَ رَحا الحَربِ وتُعلَقَ النُّحورُ .
عَهدٌ عَهِدَهُ إليَّ أبي عليه السلام . فَاجمَعوا أمرَكُم ثُمَّ كِيدونِ فَلا تُنظِرونِ ، إنّي تَوَكَّلتُ عَلى اللّه ِ رَبّي وَرَبِّكُم ، ما مِن دابّةٍ إلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصيتها ، إنّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستقيمٍ . ۴

1. شِمتُ السَّيفَ : أغمدته (الصّحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۳) .

2. استحصف الشّيءُ أي استحكم ، والحصيف المحكمُ العقل (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۴۴) .

3. الدَّبا مقصور : الجراد قبل أن يطير ، وقيل : هو نوع يشبه الجراد ، واحدتُهُ دَباة (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۳۳) .

4. تحف العقول : ص ۲۴۰.


مكاتيب الأئمّة ج3
148

أقول : كان تسيير ابن عبَّاس إلى الطّائف في زَمَن حكومة ابن الزُّبير ، وكان ذلك بعد شهادة الحسين عليه السلام ، فإذاً لا يمكن أنْ يكون هذا الكتاب منه ، بل هو من ابن الحنفيَّة كما ذكره المُؤرِّخون ۱ ، أو من عليّ بن الحسين عليه السلام ، كما ذكر في هامش تحف العقول .

۱۹

كتابُه عليه السلام إلى معاوية

۰.قال القيروانيّ في زهر الآداب : كتَب معاوية إلى الحسين كتاباً يوبّخه فيه بتزويجه جاريته الَّتي أعتقها ، بأنَّك تزوَّجت جاريتك وتركت أكفاءك ؛ فكتب عليه السلام :أمَّا بَعْدُ ؛ فقد بَلَغَنِي كِتَابُكَ وَتَعييرُكَ إيَّاي بِأنِّي تَزوَجتُ مَوْلاتِي ، وَتَرَكتُ أكفائي مِن قُريشٍ ، فَلَيْسَ فَوْقَ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مُنْتَهى في شَرفٍ ولا نَسَبٍ ، وَإنَّما كانَت مِلْكَ يَمِينِي خَرَجَتْ من يَدي بأمْرٍ الْتَمَستُ فيهِ ثَوَابَ اللّه ِ ، ثُمَّ ارْتَجَعْتُها على سُنَّة نبيِّهِ صلى الله عليه و آله ، وَقَد رَفَعَ اللّه ُ بالإسلام الخَسِيسَةَ ، وَوَضَعَ عَنَّا بهِ النَّقيصَةَ ، فَلا لُؤمَ عَلى امْرِىمُسْلِمٍ إلاَّ في أمرِ مَأثَمٍ ، وإنَّما اللُّؤمُ لُؤمُ الجَاهِلِيَّةِ ۲ .

ولكن نسبه الكلينيّ رحمه الله في الكافي ۳ وغيره إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، لا إلى
الحسين بن عليّ عليهماالسلام في زمن عبدالملك .

1. راجع : الأمالي للطوسي : ص ۱۱۹ ح ۱۸۶ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۹ .

2. أعيان الشيعة : ج ۱ ص ۵۸۳ ، ولم نجد نسخة زهر الآداب .

3. وفيه : عدّةٌ من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي عبداللّه ، عن عبدالرّحمن بن محمّد ، عن يزيد بن حاتم ، قال : كان لعبدالمَلِك بن مروان عَيْنٌ بالمدينة يكتبُ إليه بِأخْبار ما يَحْدُثُ فيها ، وإنَّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام أعتق جاريةً ، ثمّ تزوّجَها ، فكتب العَيْنُ إلى عبدالملك ، فكتب عبد الملك إلى عليّ بن الحسين عليه السلام : أمّا بعد ؛ فقد بلغني تَزْوِيجُك مَوْلاتَك وقد عَلِمْتُ أنّه كان في أكْفَائِكَ من قريش مَن تَمَجَّدُ به في الصِّهْر ، وتَسْتَنْجِبُهُ في الوَلَد ، فلا لِنَفْسك نَظَرْتَ ولا على وُلْدِكَ أبْقَيْتَ ، والسّلام . فكتب إليه عليّ بن الحسين عليه السلام : أمّا بعد ، فقد بلغني كتابُك تُعَنِّفُنِي بِتَزْوِيجِي مَوْلاتِي ، وتزْعُمُ أنّه كان في نساء قريش مَنْ أتَمَجَّدُ به في الصِّهْر ، وأسْتَنْجِبُهُ في الولد ، وأنّه ليس فوق رسول اللّه صلى الله عليه و آله . . . (الكافي : ج۵ ص ۳۴۴ ح ۴) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    علی احمدی میانجی، تحقیق: مجتبی فرجی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17826
صفحه از 340
پرینت  ارسال به