۱۴
كتابُه عليه السلام إلى أهل الكوفة
جواباً لكتاب مسلم بن عقيل
۰.قال المفيد رحمه الله: ولمَّا بلغَ الحسين عليه السلام الحاجِرَ من بطن الرُّمَّة ۱ ، بعثَ قَيسَ بنَ مُسْهِر الصَّيداويّ ، ـ ويقال : بل بعثَ أخاه من الرّضاعة عبدَاللّه بن يَقْطُر ۲ ۳ ـ إلى أهل الكوفة ، ولَم يكن عليه السلام عَلِم بخبر مسلم بن عقيل رحمةُ اللّه عليهما ، وكتَب معه إليهم :بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
مِنَ الحُسينِ بن عليٍّ إلى إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ والمُسلِمينَ :
سلامٌ عَلَيكُم ، فَإنِّي أحمَدُ إليكُم اللّه َ الَّذي لا إله إلاَّ هُو . أمَّا بَعدُ ؛ فإنَّ كتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني يُخبِرُ فيهِ بِحُسنِ رَأيكم ، واجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى نَصرِنا ، والطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَألتُ اللّه َ أنْ يُحسِنَ لَنا الصَّنيعَ ، وأنْ يُثيبَكُم عَلى ذلِكَ أعظمَ الأَجرِ ، وَقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثُّلاثاءِ لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذي الحَجَّةِ يَومَ التَّروِيَةِ ، فإذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فانكَمِشوا ۴ في أمرِكُم وَجِدُّوا ، فَإنِّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيَّامي هذهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللّه ِ .
1. بطن الرمة : منزل يجمع طريق البصرة والكوفة إلى المدينة المنوّرة (مراصد الاطلاع : ج ۲ ص ۶۳۴) .
2. كذا في النّسخ الخطيّة وكذا ضبطه علماؤنا إلاّ أنّ ابن داوود ذكر قولاً بالباء «بقطر»(ص۱۲۵ الرقم۹۲۰) ، وهو قول الطّبريّ في تاريخه (ج۵ ص ۳۹۸) ، وضبطه ابن الأثير بالباء كما في الكامل في التاريخ (ج۴ ص ۴۲) ، وفي القاموس المحيط : بقطر كعصفر ، رجل .
3. عبداللّه بن يقْطر
بالقاف السّاكنة بعد الياء المنقطة تحتها نقطتان ، والطّاء المهملة ، والرّاء ؛ رضيع الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، قتل بالكوفة ، وكان رسوله ، رمي به من فوق القصر ، فتكسر ، فقام إليه عمرو الأزديّ فذبحه ، ويقال : بل فعل ذلك عبد الملك بن عمر اللّخميّ (عمير اللّخميّ) . (راجع : رجال الطّوسي :ص۱۰۳ الرقم۱۰۰۶ ، معجم رجال الحديث : ج ۱۱ ص ۴۰۸ الرقم۷۲۴۷ ، خلاصة الأقوال : ص ۱۹۲) .
ابن شهر آشوب ذكر أنّه : كان رسول مسلم إلى الحسين عليه السلام ، وأنّ مالك بن يربوع التّميميّ أخذ الكتاب منه وجاء به إلى عبيد اللّه بن زياد فقرأ الكتاب وأمر بقتل عبداللّه بن يقطر (المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۲۵۲) .
4. وفي نسخة : «فأكمشوا» بدل «فانكمِشوا» ؛ وكلاهما بمعنى أسرعوا .