۲/۹
مشايعته لأبي ذرّ
قال الإمام الصادق عليه السلام : «لمّا شيّع أمير المؤمنين عليه السلام أبا ذَرّ ، وشيّعه الحسن والحسين عليهماالسلام ، وعَقِيل بن أبي طالب ، وعبد اللّه بن جعفر ، وعمّار بن ياسِر ـ عليهم سلام اللّه ـ ، قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : ودِّعوا أخاكم ؛ فإنّه لابدّ للشاخص من أن يمضي ، وللمشيّع من أن يرجع ...» ۱ .
لمّا نفى عثمان أباذر من المدينة إلى الرّبذة ومنع النّاس عن مشايعته، فلم يشّعه أحد إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام، والحسن والحسين عليهماالسلام، وعمّار، وعقيل ۲ ، فتكلّم أميرالمؤمنين عليه السلام، وقال: «يا أباذرّ ، إنّك إنّما غضبت للّه عز و جل فارج من غضبت له، إنّللّه ت القوم خافوك على دنياهم» ۳ ، إلى آخر الحديث.
وقال ابن أبي الحديد:فتكلّم عقيل، فقال: ما عسى أن نقول يا أباذرّ، وأنت تعلم إنّا نحبّك، وأنت تحبّنا، فاتقّ اللّه ، فإنّ التّقوى نجاة، واصبر فإنّ الصبر كرم، واعلم أنّ استثقالك الصبر من الجزع، واستبطاؤك العافية من اليأس، فدع اليأس والجزع . ۴
وفي لفظ الكافي : يا أباذر ، أنت تعلم إنّا نحبّك ، ونحن نعلم أنت تحبّنا، وأنت قد حفظت فينا ما ضيّع النّاس إلاّ القليل، فثوابك على اللّه عز و جل ولذلك أخرجك المخرجون وسيّرك المسيّرون، فثوابك على اللّه عز و جل، فاتّقّ اللّه ، واعلم أنّ استعفاءَك البلاء من الجزع، واستبطاءَك العافية من اليأس، فدع اليأس والجزع، وقل حسبي اللّه ونعم الوكيل. ثُمّ تكلّم الحسن عليه السلامالحديث . ۵
1. المحاسن : ج ۲ ص ۹۴ ح۱۲۴۷ عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته ، من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۲۷۵ ح۲۴۲۸ .
2. راجع الكافي : ج ۸، ص ۲۰۶ ح۲۵۱، المحاسن : ج ۲ ص ۹۴، منهاج البراعة : ج ۸ ص ۲۴۹ و ۲۵۰، الغدير : ج ۸ ص ۴۱۸، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۳۵ ؛ مروج الذهب : ج ۲، ص ۳۵۰، شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص ۲۵۳ .
3. الكافي : ج ۸ ص ۲۰۷ ح ۲۵۱، نهج البلاغة : الخطبة۱۳۰، الغدير : ج ۸ ص ۴۲۳، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۳۵ ح۵۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص ۲۵۲ .
4. شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص ۲۵۳ ؛ الغدير : ج ۸ ص ۴۲۵ .
5. الكافي : ج ۸ ص ۲۰۷ ح ۲۵۱، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۳۶ .