الثّاني
ما روي عن أمير المؤمنين ، وأبي جعفر عليهماالسلام :
في الاحتجاج عن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ـ في خطبة يعتذر فيها عن القعود عن القتال من تقدم عليه ـ قال : «وذهب من كنت أعتضد بهم على دين اللّه من أهل بيتي، وبقيت بين خفيرتين ۱ قريبي العهد بجاهليّة عقيل والعبّاس» . ۲
وفي الكافي عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النّعمان، عن عبد اللّه بن مسكان، عن سدير قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلامفذكرنا ما أحدث النّاس بعد نبيهم صلى الله عليه و آلهواستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام، فقال رجل من القوم: أصلحك اللّه فأين كان عزّ بني هاشم، وما كانوا فيه من العدد؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : «ومن كان بقي من بني هاشم إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام عبّاس وعقيل، وكانا من الطّلقاء . أما واللّه لو أنّ حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه، ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما» . ۳
1. قال المجلسي رحمه الله : بيان : الخفير : المجار والمجير، و المراد هنا الأول، أي اللّذين أسراء فاجيروا من القتل فصارا من الطلقاء فليسا كالمهاجرين الأولين ...
أقول: و الظاهر أنّهما ليس عندهما ، بل هما محتاجان إلى الحامي و المجير، و يؤيّد ذلك الحديث الآتي ، و لعلّ مراد المجلسي رحمه الله أيضا ذلك .
2. الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۵۰ ح۱۰۴، سفينة البحار : ج ۶ ص ۳۲۸، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۲۸۴ ح۴۷ .
3. الكافي : ج ۸ ص ۱۸۹ ح۲۱۶، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۲۵۱ ح۳۳ .